كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[كراهة ركوب البحر عند هياجه - والنهى عن سفر المرأة بغير محرم]-
فمات فقد برئت منه الذِّمَّة (وعنه من طريقٍ ثان) قال كنَّا بفارس وعلينا أميرٌ يقال له زهير بن عبد الله، فقال حدَّثنى رجلٌ أنَّ نبىَّ الله صلى الله عليه وسلم قال من بات فوق إجَّارٍ أو فوق بيتٍ ليس حوله شيءٌ يردُّ رجله فقد برئت منه الذِّمَّة، ومن ركب البحر بعد ما يرتجُّ فقد برئت منه الذِّمَّة
(34) عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر امرأةٌ إلَّا ومعها ذو محرمٍ، وجاء النَّبىُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم رجلٌ فقال إنِّى اكتتبت فى غزوة كذا وكذا وامرأتى حاجَّةٌ، قال فارجع فحجَّ معها
__________
فلا يركب البحر عند هياجه وإن فاته الحج (1) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أزهر ثنا هشام يعنى الدستوائى عن أبي عمران الجونى قال كنا بفارس- الحديث" (2) أى حاجز يمنع رجله من السقوط لا سيما فى الليالى المظلمة، وربما يفهم بعض الناس أن معنى البيات المذكور فى الحديث منحصر فى النوم فقط، وليس كذلك. فان إتيانه بمعنى النوم نادر، والأصل فى معناه السهر بالليل- قال تعالى {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} وقال الأزهرى قال الفراء بات الرجل إذا سهر الليل كله فى طاعة أو معصية (وقال الليث) من قال بات بمعنى نام فقد أخطأ، ألا ترى أنك تقول بات يرعى النجوم، ومعناه ينظر اليها، وكيف ينام من يراقب النجوم؟ اهـ (قلت) ويشير الى ذلك قوله فى الحديث (يرد رجله) أى عن المشى إلى موضع السقوط. ولا يمشى عادة إلا المتيقظ. وحدوثه من النائم نادر، ومع هذا فالحديث يستفاد منه النهى عن النوم فوق السطوح التى ليس لها حاجز والمكث عليها للمتيقظ، وسيأتى فى الزوائد ما يؤيد ذلك والله أعلم (تخريجه) أورده المنذرى وقال رواه أحمد والبيهقى ورجاله ثقات (وفى رواية للبيهقى) عن أبى عمران أيضا قال كنت مع زهير الشنوى فأتينا على رجل نائم على ظهر جدار وليس له ما يدفع رجليه فضربه برجله ثم قال قم ثم قال زهير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث الباب
(34) عن ابن عباس رضى الله عنهما الخ. هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب سفر النساء من أبواب صلاة المسافر رقم 1197 صحيفة 85 من الجزء الخامس فارجع اليه ان شئت وإنما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة

الصفحة 38