كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

إنكار عائشة رضى الله عنها اعتمار النبى صلى الله عليه وسلم فى رجب
__________
عليه قال فسمعنا استنان أمِّ المؤمنين عائشة رضى الله عنها، فقال لها عروة بن الزُّبير يا أمَّ المؤمنين ألا تسمعى ما يقول أبو عبد الرَّحمن؟ يقول اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعًا إحداهنَّ فى رجبٍ، فقالت يرحم الله أبا عبد الرَّحمن أما إنَّه لم يعتمر عمرةً إلَّا وهو شاهدها، وما اعتمر شيئًا فى رجب (ومن طريقٍ ثانٍ) عن ابن جريجٍ قال سمعت عطاءً يقول أخبرنى عروة بن الزُّبير قال كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة إنَّا لنسمعها تستنُّ، قلت يا أبا عبد الرَّحمن اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رجبٍ؟ قال نعم، قلت يا أمَّاه ما تسمعين ما يقول أبو عبد الرَّحمن، قالت ما يقول؟ قلت يقول اعتمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في
__________
صلى الله عليه وسلم قال مرتين، وتقدم توجيهه فى شرحه (قال الحافظ) جعل منصور الاختلاف فى شهر العمرة وأبو اسحاق الاختلاف فى عدد الاعتمار، قال ويمكن تعدد السؤال بأن يكون ابن عمر سئل أولا عن العدد فأجاب فردت عليه عائشة فرجع اليها فسئل مرة ثانية فأجاب بموافقتها، ثم سئل عن الشهر فأجاب بما فى ظنه اهـ (1) يستفاد منه أنهما كان يعلمان الحكم ولكنهما كرها الرد عليه لكبر سنه وشرف صحبته، فأخبر عروة عائشة بما قال ليكون الرد منها (2) قيل استنانها سواكها، وقيل استعمالها الماء (قال ابن فارس) سننت الماء على وجهى اذا أرسلته إرسالا الا أن يكون استن لم تستعمله العرب الا فى السواك، وقيل معناه سمعنا حس مرور السواك على أسنانها (قلت) جاء صريحا فى رواية عطاء عن عروة عند مسلم قال "وانا لنسمع ضربها بالسواك تستن" (3) هو عبد الله بن عمر ذكرته بكنيته تعظيما له ودعت له إشارة الى أنه نسى "وقولها أما إنه لم يعتمر" تعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم "عمرة الا وهو" أى ابن عمر "شاهدها" أى حاضر معه، وقالت ذلك مبالغة فى نسبته الى النسيان ولم تنكر عائشة على ابن عمر الا قوله احداهن فى رجب، ولذا قالت وما اعتمر شيئا فى رجب "وفى رواية للأمام أحمد أيضا" فقالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة الا وهو معه، ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رجب قط (4) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن ابن جريج- الحديث"

الصفحة 70