كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[الوقوف بالمزدلفة وتحديدها - والدفع منها الى منى]-
ثمَّ وقف بالمزدلفة فوقف على قزح وأردف الفضل بن العبَّاس، وقال هذا الموقف وكلُّ المزدلقة موقف، ثمَّ دفع وجعل يسير العنق والنَّاس يضربون يمينًا وشمالًا وهو يلتفت ويقول السَّكينة السَّكينة أيُّها النَّاس؛ حتَّى جاء محسِّرًا فقرع راحلته فخبَّب حتَّى خرج ثمَّ عاد لسيره الأوَّل حتَّى رمى الجمرة ثمَّ جاء المنحر وكلُّ منًى منحر، ثمَّ جاءته امرأة شابَّة من خثعم فقالت إنَّ أبى شيخ كبير وقد أفند وأدركته فريضة الله في الحجِّ ولا يستطيع أداءها فيجزئ عنه أن أؤديها عنه؟ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نعم. وجعل يصرف وجه
__________
لاجتماع الناس فيه، والمزدلفة كلها من الحرم، قال الأزدرقى فى تاريخ مكة والماوردى وكثير من الشافعية حد مزدلفة ما بين مأزمى عرفة ووادى محسر وليس الحدان منها ويدخل فى المزدلفة جميع تلك الشعاب والحبال الداخلة فى الحد المذكور اهـ - الحبال بالحاء المهملة المكسورة جمع حبل وهو التل اللطيف من الرمل الضحم (وقوله وجمع بين الصلاتين) أى جمع تأخير. وسيأتى الكلام على ذلك فى باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة (1) بضم القاف وفتح الزاى، وهو القرن أى المكان المرتفع الذى يقف عنده الأمام بالمزدلفة، ولا ينصرف للعدل والعلمية كعمر، وهو من قزح الشاء أى ارتفع (2) بضم الميم وفتح الحاء المهملة وكسر السين المهملة المشددة. سمى بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أى أعيى وكلَّ ومنه قوله تعالى {ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير} (وقوله فقرع راحلته) أى ضربها بسوطه لتسرع فى السير. وهو معنى قوله فخبَّب، والأسراع فى ذلك الموضع سنة (قال العلماء) يسرع الماشى ويحرك الراكب دابته فى وادى محسر ويكون ذلك قدر رمية حجر (3) أى من وادى محسر ثم عاد لسيره الأول بدون إسراع (4) يعنى المسماة بجمرة العقبة ولفظ مسلم "ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، وسيأتى للأمام أحمد نحو هذا بى بابه ونفيض الكلام عليه فى الشرح ان شاء الله (وقوله ثم جاء المنحر) قال القاضى عياض فيه دلالة على أن المنحر موضع معين من منى، وحيث ذبح منها أو من الحرم أجزأه (5) أى كبر حتى صار هرما والفند فى الأصل الكذب. وأفند تكلم بالفند، ثم قالوا للشيخ اذا هرم قد أفند لأنه يتكلم بالمخرّف من الكلام عن سنن الصحة، وأفنده الكبر إذا

الصفحة 85