كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[طواف الإفاضة - وفضل الوضوء والشرب من ماء زمزم]-
الفضل بن العبَّاس عنها ثمَّ أتاه رجل فقال إنِّى رميت الجمرة وأفضت ولبست ولم أحلق، قال فلا حرج فاحلق ثمَّ أتاه رجل آخر فقال إنِّى رميت وحلفت ولبست ولم أنحر، فقال لا حرج فانحر ثمَّ أفاض رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فدعا بسجلٍ من ماء زمزم فشرب منه وتوضَّأ ثمَّ قال انزعوا يا بنى عبد المطَّلب فلولا أن تغلبوا عليها لنزعت قال العبَّاس يا رسول الله إنِّى رأيتك تصرف وجه ابن أخيك، قال إنِّى رأيت غلامًا شابًّا وجاريةً شابَّةً فخشيت عليهما الشَّيطان
(66) عن سالم بن عبد الله أنَّ عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال
__________
أوقعه في الفند "نه" (1) أى لأنه وجده ينظر اليها وهو شاب وهى شابة جميلة فخشى عليهما الشيطان كما سيأتى فى آخر الحديث؛ وفيه تحريم النظر الى المرأة الأجنبية وفيه إزالة المنكر باليد إن أمكن (2) فيه جواز تأخير الحلاق بعد طواف الأفاضة والتحلل بلبس الثياب (3) فيه جواز تأخير النحر على الحلاق والتحلل بلبس الثياب أيضا (وقوله ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم) أى طاف طواف الأفاضة وهو ركن من أركان الحج باتفاق العلماء (4) فيه استحباب الشرب والوضوء من ماء زمزم (وقوله انزعوا) بكسر الزاى معناه استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء، والدلاء جمع دلو وهو معروف والرشاء الحبل الذى يربط فى الدلو ليجذب به ولفظ مسلم "فأتى بنى عبد المطلب يسقون على زمزم فقال انزعوا بنى عبد المطلب - الحديث" ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم أتى بنى بعد المطلب بعد فراغه من طواف الأفاضة فوجدهم يسقون على زمزم أى يغرفون بالدلاء ويصبونه فى الحياض ونحوها ليشرب الحجاج أو يسقونهم من الدلاء نفسها (5) لفظ مسلم "فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه" ومعناه لولا خوفى أن يعتقد الناس ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن الاستقاء لاستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا الاسقاء، وفيه فضيلة الاستقاء واستحباب شرب ماء زمزم (تخريجه) لم أقف عليه من حديث على لغير عبد الله بن الأمام أحمد وسنده جيد ومعناه فى الصحيحين
(66) عن عبد الله بن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج

الصفحة 86