كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(309) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه كانت عائشة تقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نذكر إلا الحج، فلما قدمنا سرف طمثت (1) فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال ما يبكيك؟ قلت وددت أني لم أخرج العام (2) قال لعلك نفست (3) يعنى حضت، قالت نعم، قال إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم (4) فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري (5) فلما قدمنا مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اجعلوها عمرة، فحل الناس إلا من كان معه هدي، وكان الهدي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وذوي اليسارة، قالت ثم راحوا مهلين بالحج فلما كان يوم النحر طهرت فأرسلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضت يعنى طفت، قالت فأتينا بلحم بقر فقلت ما هذا؟ قالواهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح عن نسائه البقر (6)
__________
(309) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد العزيز يعنى ابن عبد الله بن أبى سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم - الحديث" (غريبة) (1) بفتح الطاء وكسر الميم أي حضت (2) إنما قالت ذلك عائشة رضي الله عنها لظنها أن الحيض يمنعها من الحج (3) بفتح النون وكسر الفاء أي حضت كما فسره الراوي، وأما الولادة فيقال فيه نفست بضم النون، قاله الطيبى (4) قال القاري فيه تسلية لها فإن البلية إذا عمت طابت (وقال النووي) معناه أنك لست مختصة به بل كل بنات آدم يكون منهن هذا كما يكون منهن ومن الرجال البول (5) هذا الاستسناء مختص بأحوال الحج لا بجميع أحوال المرأة، وأما السعي فكالطواف إذ لا يصبح إلا بعد الطواف واختلف في علة المنع من الطواغ فمن شرط الطهارة في الطواف قال لأنها غير طاهر، ومن لم يشترط قال لأن البيت في المسجد والحائض لا تدخل المسجد (6) في رواية عروة عن عائشة ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن اعتمر من نسائة بقرة، ذكره ابن عبد البر من حديث الأوزاعي عن الزهري عن عروة، وفي الصحيحين من حديث جابر ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة يوم النحر (وفي رواية) بقرة في حجته (وفي رواية) ذبحها عن نسائه