كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[استحباب القيام من منى إلى عرفة بعد طلوع الشمس من يوم عرفة]-
أبواب المسير من منى الى عرفة والوقوف بها والدفع منها
(1) باب وقت المسير من منى والنزول بوادى نمرة ووقت القيام الى الموقف بعرفة
(316) عن ابن عمر رضى الله عنهما قال غدا رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من منى حين صلَّى الصُّبح فى صبيحة يوم عرفة حتَّى أتى عرفة فنزل بنمرة وهى منزل الإمام الَّذى كان ينزل به بعرفة حتَّى إذا كان عند صلاة الظُّهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجِّرًا فجمع بين الظُّهر والعصر
__________
حيث أفاض الناس)) أى سائر العرب غير قريش؛ وإنما كانت قريش تقف بالمزدلفة لأنها من الحرم، وكانوا يقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه اهـ (وفى حديث أنس) الرابع من أحاديث الباب متابعة أولى الأمر فى غير معصية الله والاحتراز عن مخالفة الجماعة لأن الخير فى الاتباع، رزقنا الله عز وجل اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والاهتداء بهديه آمين
(316) عن ابن عمر رضى الله عنهما (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا أبى عن ابن اسحاق حدثنى نافع عن ابن عمر- الحديث)) (غريبه) (1) بالغين المعجمة أى سار غدوة (2) ظاهره أنه توجه من منى حين صلى الصبح بها، ولكن تقدم فى حديث جابر المذكور فى زوائد الباب السابق رواية مسلم أنه كان بعد طلوع الشمس فهو مفسر لما هنا (وقوله حتى أتى عرفة) مجاز والمراد قارب عرفة بدليل فنزل بنمرة بفتح النون وكسر الميم، ونمرة موضع بجنب عرفات وليست من عرفات (قال ابن الحاج المالكى) وهذا الموضع يقال له الأراك اهـ، وقال الماوردى يستحب أن ينزل بنمرة حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند الصخرة الساقطة بأصل الجبل على يمين الذاهب الى عرفات اهـ (وقوله وهو منزل الأمام) يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين (3) أى بعد الزوال (وقوله مهجرًا) بتشديد الجيم المكسورة (قال الجوهرى) التهجير والتهجر السير فى الهاجرة، والهاجرة نصف النهار عند اشتداد الحر، والتوجه وقت الهاجرة فى ذلك اليوم سنة لما يلزم من تعجيل الصلاة ذلك اليوم، وقد أشار البخارى إلى هذا الحديث فى صحيحه فقال (باب التهجير بالرواح يوم عرفة) أى من نمرة (4) أى جمع تقديم ببطن عرنة، ورواية مسلم من حديث جابر ((حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادى فخطب الناس)) الحديث (والقصواء) بفتح القاف وبالمد، هو اسم

الصفحة 114