كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[وقت القيام من وادى نمرة الى عرفة. واقتداء الأمراء وإن كانوا ظلمة بالصحابة رضى الله عنهم]-
ثمَّ خطب النَّاس ثمَّ راح فوقف على الموقف من عرفة
(317) عن سعيد بن حسَّان عن ابن عمر رضى الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بعرفة وادي نمرة، فلمَّا قتل الحجَّاج بن الزُّبير أرسل إلى ابن عمر أية ساعةٍ كان رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يروح فى هذا اليوم قال إذا كان ذاك رحنا فأرسل الحجَّاج رجلًا ينظر أىَّ
__________
لبعض نوق النبى صلى الله عليه وسلم (قال ابن قتيبة) كانت للنبى صلى الله عليه وسلم نوق، القصواء. والجدعاء. والعضباء قال أبو عبيد العضباء اسم لناقة النبى صلى الله عليه وسلم، ولم تسم بذلك لشئ أصابها (وقوله فرحلت) قال النووى هو بتخفيف الحاء أى جعل عليها الرحل (وقوله بطن الوادى) هو وادى عرنة بضم العين وفتح الراء وبعدها نون وليست عرنة من أرض عرفات عند الشافعى والعلماء كافة إلا مالكًا فقال هى من عرفات (وقوله ثم خطب الناس) فيه استحباب الخطبة للأمام بالحجيج يوم عرفة فى هذا الموضع، وهو سنة باتفاق جماهير العلماء، وخالف فيها المالكية ومذهب الشافعى أن فى الحج أربع خطب مسنونة إحداها يوم السابع من ذى الحجة يخطب عند الكعبة بعد صلاة الظهر، والثانية هذه التى ببطن عرنة يوم عرفات، والثالثة يوم النحر، والرابعة يوم النفر الأول وهو اليوم الثانى من أيام التشريق اهـ (1) هو عند الصخرات المفترشات فى أسفل جبل الرحمة وهو الجبل الذى بوسط أرض عرفات، فهذا هو الموقف المستحب، وأما ما اشتهر بين العوام من الاعتناء بصعود الجبل وتوهمهم أنه لا يصح الوقوف الا فيه فغلط، بل الصواب جواز الوقوف فى كل جزء من أرض عرفات، وأن الفضيلة فى موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصخرات، فان عجز فليقرب منه بحسب الأمكان. قاله النووى (تخريجه) (د. وغيره) وسنده جيد.
(317) عن سعيد بن حسان (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا نافع ابن عمر الجمحى عن سعيد بن حسان- الحديث)) (غريبه) (2) كان قتل ابن الزبير رضى الله عنهما فى جمادى الثانى سنة 73 هجرية بعد أن حاصر الحجاج مكة ورمى البيت الحرام بالمنجنيق (3) يعنى من وادى نمرة إلى الموقف بعرفات (4) يعنى إذا جاء الوقت الذى كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يروح فيه رحنا كأنه يقول له ارتقب الوقت الذى نروح فيه فهو الذى راح فى مثله رسول الله صلى الله عليه وسلم