كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[الجمع بين حديثى جابر وابن عمر فى خطبة عرفة هل كانت قبل الصلاة أو بعدها]-
(2) باب ما جاء فى التلبية والتكبير فى المسير الى عرفة
(318) عن محمَّد بن أبى بكرٍ الثقفىِّ أنَّه سأل أنس بن مالكٍ رضى الله عنه وهما غاديان إلى عرفة كيف كنتم تصنعون فى هذا اليوم يعنى يوم عرفة مع رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم؟ قال كنَّا يهل
__________
كما أمرهم بترك القصر فقال أتموا فانا سفر، ولو حرم الجمع بيَّنه لهم، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، قال ولم يبلغنا عن أحد من المتقدمين خلاف فى الجمع بعرفة والمزدلفة بل وافق عليه من لا يرى الجمع فى غيره (وفى الحديث الأول من حديثى الباب) التصريح بأن الخطبة كانت بعد الصلاة وهو مخالف لحديث جابر عند مسلم حيث قد صرح فيه بأن النبى صلى الله عليه وسلم خطب أولًا فذكر نص الخطبة، قال ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر- الحديث، وعمل العلماء على حديث جابر (قال ابن حزم) رواية ابن عمر لا تخلوا عن وجهين لا ثالث لهما، إما أن يكون النبى صلى الله عليه وسلم خطب كما روى جابر ثم جمع بين الصلاتين ثم كلم صلى الله عليه وسلم ببعض ما يأمرهم ويعظمهم فيه، فسمى ذلك الكلام خطبة فيتفق الحديثان بذلك وهذا أحسن، فان لم يكن كذلك فحديث ابن عمر وهم والله أعلم اهـ (قلت) الظاهر الوجه الأول، لأن حديث ابن عمر سنده جيد وليس فيه إلا محمد بن اسحاق وهو ثقة وإن كان مدلسًا لكنه صرح فيه بالتحديث (وفي الحديث الثانى) من حديثى الباب مشروعية التعجيل بالذهاب من وادى عرنة بعد صلاتى الظهر والعصر الى الموقف بعرفة (قال النووى) فى شرح المهذب وهذا التعجيل مستحب بالأجماع لحديث سالم بن عبد الله بن عمر قال كتب عبد الملك بن مروان الى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر فى الحج، فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر وأنا معه حين زاغت الشمس فصاح عند فسطاطه أين هذا فخرج اليه فقال ابن عمر الرواح، فقال الآن؟ قال نعم. فسار بينى وبين أبى فقلت له إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فاقصر الخطبة وعجل الوقوف، فقال ابن عمر صدق، رواه البخارى، وفى صحيح مسلم عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر ثم أتى الموقف اهـ والله أعلم
(318) عن محمد بن أبى بكر الثقفى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سلمة أنا مالك عن محمد بن أبى بكر الثقفى- الحديث)) (غريبه) (1) من غدا يغدوا غدوًا، والمعنى وهما سائران من منى متوجهان الى عرفة غدوة (2) أى من الذكر، ولمسلم من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن أبى بكر قلت لأنس غداة عرفة ما تقول في