كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[صحة الوقوف على أى جزء من عرفة وإن بعد عن موقف الأمام]-
الأنصاري رضي الله عنه ونحن فى مكان من الموقف بعيدٍ فقال إنَّى رسول الله إليكم، يقول كونوا على مشاعركم هذه فإنكم على إرثٍ من إرث إبراهيم، لمكانٍ تباعده عمره
(325) عن سفيان عن عمر بن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أضللت بعيرًا لى بعرفة فذهبت أطلبه فإذا النَّبىُّ صلَّى الله عليه وعلى
__________
الموحدة وقيل اسمه زيد. وقيل يزيد. وقيل عبد الله، والأول أكثر (1) يعنى بعرفة بعيدًا عن موقف النبى صلى الله عليه وسلم؛ ولفظ أبى داود ((أتانا ابن مربع ونحن بعرفة)) (2) أى مواضع نسككم ومواقفكم القديمة فانها جاءتكم من إرث ابراهيم، ولا تحقروا شأن موقفكم بسبب بعده عن موقف الأمام، والمشاعر جمع مشعر، سميت بذلك لأنها معالم العبادات (وقوله فانكم على إرث من إرث أبيكم ابراهيم) علة للأمر بالاستقرار والتثبت على الوقوف فى مواقفهم، علل ذلك بأن موقفهم موقف ابراهيم ورثوه منه ولم يخطئوا فى الوقوف فيه عن سنته فان عرفة كلها موقف، والواقف بأى جزء منها آت بسنته متبع لطريقته ولو بعدد موقفه عن موقف، النبى صلى الله عليه وسلم (3) الظاهر أن قوله (لمكان تباعده عمرو)) مدرج من قول عمرو بن دينار، ومعناه أن المكان الذى كان فيه يزيد بن شيبان ومن معه حينما جاءهم الرسول كان بعيدًا عن موقف الأمام، ولهذا قال عمرو يعنى ابن عبد الله. أى عده بعيدًا والله أعلم (تخريجه) (الأربعة) قال الترمذى حديث مربع حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار، وابن مربع اسمه يزيد بن مربع الأنصارى، وإنما يعرف له هذا الحديث الواحد
(325) عن سفيان عن عمر بن محمد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان عن عمر بن محمد- الحديث)) (غريبه) (4) هذا الحديث رواه سفيان مرة أخرى فقال عن عمر عن محمد فأتى بلفظ عن بدل ابن فذكر الحديث (5) ظاهره أن ذلك كان بحجة الوداع كما ظنه السهيلى واستشكاله، وليس الأمر كذلك (قال القاضى عياض) كان ذلك فى حجة قبل الهجرة وكان جبير حينئذ كافرًا وأسلم يوم الفتح وقيل يوم خيبر، فتعجب من وقوف النبى صلى الله عليه وسلم بعرفات والله أعلم اهـ وكان مجئ جبير الى عرفة ليطلب بعيره

الصفحة 123