كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[اختصاص قريش بالوقوف بالمزدلفة بدل عرفة فى زمن الجاهلية وقصة الحمس]-
آله وصحبه وسلَّم واقفٌ، قلت إنَّ هذا من الحمس ما شأنه هاهنا
__________
لا ليقف بها (1) الحمس بضم الحاء المهملة وبالميم الساكنة وسين مهملة، هم قريش ومن اخذ مأخذها من القبائل من التحمس وهو التشدد (وقوله ما شأنه هاهنا) معناه أن جبير بن مطعم يتعجب من وقوف النبى صلى الله عليه وسلم بعرفة وهو من الحمس وهم لا يقفون بعرفة، وإنما كانوا يقفون بالمزدلفة وكان سائر الناس يقف بعرفة، ويؤيد ذلك ما رواه ابن خزيمة وابن راهويه وابن اسحاق عن جبير بن مطعم قال كانت قريش إنما تدفع من المزدلفة وتقول نحن الحمس فلا نخرج من الحرم وقد تركوا الموقف بعرفة على جمل له ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة فيقف معهم ويدفع إذا دفعوا توفيقًا من الله له (تخريجه) (ق. وغيرهما) (زوائد الباب روى مسلم فى صحيحه قال حدثنا أبو كريب حدثنا أسامة حدثنا هشام عن أبيه قال كانت العرب تطوف بالبيت عراة الا الحمس، والحمس قريش وما ولدت. كانوا يطوفون عراة الا أن تعطيهم الحمس ثيابًا، فيعطى الرجال الرجال والنساء النساء، وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات ((قال هشام)) فحدثنى أبى عن عائشة رضى الله عنها قالت الحمس هم الذين أنزل الله عز وجل فيهم {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} قالت كان الناس يفيضون من عرفات وكان الحمس يفيضون من المزدلفة يقولون لا نفيض الا من الحرم، فلما نزلت أفيضوا من حيث أفاض الناس رجعوا الى عرفات (وعند مسلم أيضًا) من حديث جابر الطويل فى صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم قال ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة ((أى مجتمعهم)) بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس (وعن ابن عباس) رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال عرفة كلها موقف ومنى كلها منحر (بز) ورجاله ثقات (وعنه أيضًا) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مزدلفة مشعر وارتفعوا عن وادى محسر، وكل عرفة موقف وارتفعوا عن بطن عرنة (طس) وفيه محمد بن جابر الجعفى وهو ضعيف وقد وثق (وعن مجاهد عن ابن عباس) لا أعلمه إلا قال قال النبى صلى الله عليه وسلم الحج عرفات (طس) وفيه خصيف وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الأمام أحمد وغيره (الأحكام) أحاديث الباب تدل على جملة احكام (منها) مشروعية الوقوف بعرفة وهو ركن من أركان الحج باجماع المسلمين بل هو أشهر أركانه لما ورد فى أحاديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وهو حديث صحيح (قال النووى) فى شرح المهذب رواه الأربعة وآخرون بأسانيد صحيحة (ومنها) أنه يجوز الوقوف في

الصفحة 124