كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[كلام العلماء فيما لو صادف يوم عرفة يوم جمعة هل تصلى الجمعة أم لا؟]-
(3) باب الوقوف على الدابة بعرفة والخطبة بها والدعاء
(326) عن جبير بن مطعمٍ رضى الله عنه قال رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قبل أن ينزل عليه وإنَّه لواقفٌ على بعيرٍ له بعرفاتٍ مع النَّاس حتَّى يدفع معهم منها توفيقًا من الله له
__________
رواية محمد بن المنكدر عن النبى صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح لكنه مرسل. ورواه باسناد صحيح موقوفًا على ابن عباس، ورأى النووى الاحتجاج على المالكية بهذين الحديثين المرسل والموقوف، وكأنه رحمه الله لم يبلغه حديث جبير بن مطعم الرابع من أحاديث الباب رواه الأمام أحمد والبزار والطبرانى بسند جيد، ولو بلغه لم يلجأ الى الاحتجاج بالموقوف والمرسل، ولما احتاج الى الطالة فى توجيه ذلك رحمه الله (تنبيه) قال النووى فى شرح المهذب قال الشافعى والأصحاب لو وافق يوم عرفة يوم جمعة لم يصلوا الجمعة هناك، لأن من شرطها دار الأقامة وأن يصليها مستوطنون، قال ولم يصل النبى صلى الله عليه وسلم الجمعة بعرفات مع أنه ثبت فى الصحيحين من رواية عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يوم عرفة الذى وقف فيه النبى صلى الله عليه وسلم كان يوم جمعة والله أعلم اهـ، قال صاحب رحمة الأمة وإذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة لم تصل جمعة وذلك بمنى، وإنما يصلى الظهر ركعتين عند كافة الفقهاء (وقال أبو يوسف) يصلى الجمعة بعرفة، وقال القاضى عبد الوهاب وقد سأل أبو يوسف مالكًا عن هذه المسألة بحضرة الرشيد، فقال مالك سقاياتنا بالمدينة يعلمون أن لا جمعة بعرفة، وعلى هذا أهل الحرمين وهم أعرف من غيرهم بذلك والله أعلم
(326) عن جبير بن مطعم رضى الله عنه (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب قال ثنا أبى عن ابن اسحاق قال حدثنى عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم الأنصارى عن عثمان بن أبى سليمان بن جبير بن مطعم- الحديث)) (غريبه) (1) يعنى القرآن أو الوحى، يريد أن ذلك كان قبل البعثة وهو بمكة (2) معنى ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم خالف عادة قريش وهو من أعرقهم نسبًا حيث كانوا يقفون بالمزدلفة ترفعًا عن الناس، وكان عامة الناس يقفون بعرفة، فوقف صلى الله عليه وسلم بعرفة مع العامة ودفع معهم قبل أن ينزل عليه ويأمره الله بذلك؛ وهذا من توفيق الله عز وجل له، فلما جاء الأسلام أمر الله قريشًا بالأفاضة من عرفة كما يفيض الناس فقال جل شأنه {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} وموضع الدلالة منه كونه رأى