كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[كلام العلماء في الخطبة يوم عرفة وهل الأفضل الركوب فى الموقف أو عدمه]-
.....
__________
يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء، رواه مسلم فى صحيحه (الأحكام) فى أحاديث الباب دلالة على مشروعية الركوب فى موقف عرفة (وذهب جمهور العلماء الى استحبابه) وأنه أفضل من الوقوف على القدم لمن تيسرت له الدابة اقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم ولأنه اعون على الدعاء وهو المهم فى هذا الموضع (وللشافعية فى ذلك ثلاثة أقوال) أصحها راكبًا أفضل لما ذكرنا وهو المنصوص فى القديم، ذكره صاحب المهذب وأصحاب الشافعى وبه قطع المحاملى والماوردى وآخرون وصححه الباقون (والثانى) ترك الركوب أفضل لأنه أشبه بالتواضع والخضوع (والثالث) هما سواء وهو نص الأمام الشافعى فى الأم لتعادل الفضيلتين (وللحنابلة تفصيل) بنحو هذا (قال ابن قدامة) فى المغنى والأفضل أن يقف راكبًا على بعيره كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم فان ذلك أعون له على الدعاء (قال أحمد) حين سئل عن الوقوف راكبًا فقال النبى صلى الله عليه وسلم وقف على راحلته، وقيل الراجل أفضل لأنه أخف على الراحلة، ويحتمل التسوية بينهما اهـ (وفى أحاديث الباب أيضًا) دلالة على مشروعية الخطبة يوم عرفة وهى مستحبة عند جمهور العلماء (قال النووى) فى شرح المهذب مذهبنا أنه مستحب فى الحج أربع خطب، وهى يوم السابع بمكة من ذى الحجة، ويوم عرفة بمسجد ابراهيم، ويوم النحر بمنى، ويوم النفر الأول بمنى أيضًا، وبه قال داود (وقال مالك وأبو حنيفة) خطب الحج ثلاث، يوم السابع والتاسع، ويوم النفر الثانى، قالا ولا خطبة فى يوم النحر (وقال أحمد) ليس فى السابع خطبة (وقال زفر) خطب الحج ثلاث، يوم الثامن. ويوم عرفة. ويوم النحر. ولقد ذكرنا، دليلنا فى خطبة السابع وخطبة يوم عرفة اهـ (قلت) الدليل على الخطبة فى اليوم السابع من ذى الحجة ما رواه البيهقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس أخبرهم بمناسكهم (قال النووى) واسناده جيد قال قال أصحابنا وكل هذه الخطب الأربع أفراد وبعد صلاة الظهر الا التى بعرفات فانهما خطبتان وقبل صلاة الظهر وبعد الزوال، قال ويذكر لهم فى كل واحدة من هذه الخطب ما بين أيديهم من المناسك وأحكامها وما يتعلق بها الى الخطبة الأخرى انتهى (قلت) لم يذكر الأمام أحمد شيئًا فى مسنده عن خطبة اليوم السابع ولم يقل بها، والظاهر أنه لم يصح عنده هذا الحديث ولا غيره فيها، وذكر الهيثمى فى ذلك لابن الزبير رضى الله عنهما خطبة طويلة أعرضت عن ذكرها لطولها، ولأنها غير مرفوعة وفى سند حديثهما طعن (قال الهيثمى) بعد ايراده، رواه الطبرانى في الكبير وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق وفيه كلام كثير، وفيه غيره ممن لم أعرفه (وأما دليل خطبة يوم عرفة) فما ذكر في أحاديث الباب

الصفحة 133