كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[استحباب السكينة والوقار فى السير من عرفة إلى المزدلفة]-
(4) باب وقت الدفع من عرفة الى مزدلفة والنزول بين عرفة وجمع
(333) عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيدٍ رضى الله عنهما قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيَّة عرفة، قال فلمَّا وقعت الشَّمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا سمع حطمة النَّاس خلفه قال رويدًا أيُّها النَّاس عليكم السَّكينة فإن البرَّ ليس بالإبضاع قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التحم عليه النَّاس أعنق وإذا وجد فرجة نصَّ (وفى لفظٍ والنَّص فوق العنق) حتى مرَّ بالشِّعب الَّذى يزعم كثيرٌ من النَّاس أنَّه صلَّى فيه (وفي لفظٍ
__________
(333) عن هشام بن عروة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن اسحاق حدثنى هشام بن عروة- الحديث)) (غريبه) (1) أى راكبًا خلفه على راحلته، وفيه الركوب حال الدفع من عرفة والارتداف على الدابة إذا كانت مطبقة (3) أى غربت وتحقق دخول الليل (3) أى ازدحامهم وسوقهم الأبل بشدة (4) أى امهلوا وتأنوا والزموا السكينة فى السير والمراد السير بالرفق وعدم المزاحمة (5) الأيضاع هو السير السريع، ويقال هو سير مثل الخبب، فبين صلى الله عليه وسلم أن تكلف الأسراع فى السير ليس من البر أى ليس مما يتقرب به الى الله، ومن هذا أخذ عمر بن عبد العزيز قوله لما خطب بعرفة ((ليس السابق من سبق بعيره وفرسه. ولكن السابق من غفر له)) وقال المهلب إنما نهاهم عن الأسراع إبقاء عليهم لئلا يحفوا بأنفسهم مع بعد المسافة (6) أى اجتمعوا والتصقوا به (وقوله أعنق) من العنق بفتح المهملة والنون، وهو السير الذى بين الأبطاء والأسراع، وفى المشارق أنه سير سهل فى سرعة (7) فى بعض الروايات فجوة. والمعنى واحد وهو المكان المتسع (وقوله نص) بفتح النون وتشديد المهملة أى أسرع (قال ابن عبد البر) فى هذا الحديث كيفية السير فى الدفع من عرفة إلى مزدلفة لأجل الاستعجال للصلاة لأن المغرب لا تصلى إلا مع العشاء بالمزدلفة فيجمع بين المصلحتين من الوقار والسكينة عند الزحمة، ومن الأسراع عند عدم الزحام (8) هذا اللفظ من كلام هشام بن عروة كما جاء فى الموطأ، قال مالك قال هشام بن عروة ((والنص فوق العنق)) أى أرفع منه فى السرعة (وقوله حتى مر بالشعب) بكسر الشين المعجمة وهو الطريق بين جبلين والمراد به هنا