كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[كراهة الإسراع في السير من عرفة إلى مزدلفة]-
ليس البر بإيضاع الخيل (1) ولا الركاب، قال ابن عباسٍ فما رأيت رافعةً يدها تعدو حتى أتينا جمعًا (2)
(342) عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وردفه أسامة بن زيدٍ، فجالت به الناقة (3) وهو رافع يديه (4) لا تجاوز أن رأسه، فسار على هينته (5) حتى أتى جمعًا، ثم أفاض الغد (6) وردفه الفضل بن عباسٍ فما زال يلبي حتى رمى جمرة العقبة (7)
(343) وعنه أيضًا عن الفضل (بن عباسٍ) رضي الله عنهم بنحوه وفيه
__________
أي وسدوا الطريق (1) أي ليس التقرب إلى الله بحمل الخيل والركاب على سرعة السير، ومعنى الركاب المطي، وأحدها راحلة من غير لفظها (2) المعنى أن ابن عباس رضي الله عنهما ما رأى راحلة رافعة يدها تعدو أي تسرع في السير بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتوا جمعًا يعني المزدلفة، وهذا من كمال أدب الصحابة رضي الله عنهم وانقيادهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (د. هق) وسنده جيد ومعناه في الصحيحين.
(342) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيي بن سعيد عن عبد الملك ثنا عطاء عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (3) أي دارت أو ذهبت وجاءت وهو واقف بعرفات قبل أن يفيض كما صرح بذلك في حديث الفضل بن عباس الآتى بعد هذا (4) يعني وهو يدعو، وفيه استحباب رفع اليدين عند الدعاء بعرفة بحيث لا يجاوز أن رأسه كما في الحديث (5) أي سيرا هينا بدون سرعة حتى أتى جمعًا يعني المزدلفة (6) منصوب بنزع الخافض أي من الغد بعد صلاة الصبح من يوم النحر، وفي حديث الفضل الآتي ثم أفاض من جمع يعني من المزدلفة (7) تقدم الكلام على حكم التلبية في هذه المواضع في الفصل الثالث من باب التلبية صحيفة 181 في الجزء الحادي عشر (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الأمام أحمد وسنده جيد، وأخرجه مسلم عن ابن عباس بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وأسامة ردفه، قال أسامة فما زال يسير على هينته حتى أتى جمعًا.
(343) وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعلى ومحمد أنا عبيد قالا ثنا عبد الملك عن عطاء عن عبد الله بن عباس عن الفضل قال أفاض رسول الله

الصفحة 142