كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[زوائد الباب في الدفع من عرفة إلى مزدلفة]-
فجالت به الناقة وهو واقف بعرفاتٍ قبل أن يفيض وهو رافع يديه لا تجاوزان رأسه (وفيه) ثم أفاض من جمعٍ والفضل ردفه، قال الفضل ما زال النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة
__________
صلى الله عليه وسلم من عرفات وأسامة بن زيد ردفه فجالت به الناقة وهو واقف بعرفات قبل أن يفيض وهو رافع يديه لا تجاوزان رأسه، فلما أفاض سار على هينته حتى أتى جمعا ثم أفاض من جمع والفضل ردفه، قال الفضل ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وفيه من لم أعرفه ويعضده الحديث الذي قبله (زوائد الباب) (عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما) قال دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعني من عرفة إلى مزدلفة" وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة؛ كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء 0 الحديث، هذا طرف من حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم رواية مسلم (قال النووي) قوله (وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله) معنى شنق يعني ضم وضيق وهو بتخفيف النون "ومورك الرحل" قال الجوهري قال أبو عبيد المورك والموركة يعني بفتح الميم وكسر الراء هو الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مل من الركوب وضبطه القاضي بفتح الراء، قال وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب تجعل في مقدم الرحل شبه المخدة الصغيرة وفي هذا استحباب الرفق في السير من الراكب بالمشاة وبأصحاب الدواب الضعيفة (وقوله ويقول بيده السكينة السكينة) مرتين منصوبا أي ألزموا السكينة وهي الرفق الطمأنينة؛ ففيه أن السكينة في الدفع من عرفات سنة، فإذا وجد فرجة يسرع (وقوله كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة) الحبال هنا بالحاء المهملة المكسورة جمع حبل وهو التل اللطيف من الرمل الضخم (وقوله حتى تصعد) بفتح التاء المثناة فوق وضمها، يقال صعد في الجبل وأصعد، ومنه قوله تعالى "إذ تصعدون" وأما المزدلفة فمعروفة سميت بذلك من التزلف والازدلاف وهو التقرب، لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها أي مضوا إليها وتقربوا منها، وقيل سميت بذلك لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أي ساعات، وتسمى جمعا بفتح الجيم وإسكان الميم سميت بذلك لاجتماع الناس فيها، وعلم أن المزدلفة كلها من الحرام أهـ (وعن ابن عباس) رضي الله عنهما