كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[زوائد الباب وكلام العلماء فيما يستفاد منه]-
.....
__________
أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فمنع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجراً شديداً أو ضرباً وصوتا للأبل فأشار بسوطه إليهم، وقال أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع (خ) (وعن المسور بن مخرمة) رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أما بعد فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون في هذا الموضع إذا كانت الشمس على رءوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها؛ وأنا ندفع بعد أن تغيب، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة (طب) ورجاله رجال الصحيح (وعن أبي بكر الصديق) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفة أفاض، ومن المزدلفة قبل طلوع الشمس (طس) وفيه الواقدي ضعفه الجمهور، ويعضده ما قبله (وعن ميسرة الأشجعي عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما أنه حج معه حتى وقف بعرفات فقال له يا ميسرة أسند في الحبل (يعني أصعد) قال ففعلت، فلما أفاض الناس ذهبت لأدفع ناقتى فقال لي مه عنقا بين العنقين (أي لا تعجل في السير بل سر سيراً متوسطا بين السرعة والبطيء، فلما قطعت الجبل قلت أنزل يا أبا عبد الرحمن قال سر يا ميسرة، فلما دفعنا إلى جمع قام فأذن ثم أقام الصلاة فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء الآخرة. ثم أصبحنا ففعل كما فعل في المشعر الأول، ثم قال كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تعمم الشمس في الجبال فتصير في رءوسها كعمائم الرجال في وجوههم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حتى تغرب الشمس، وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولوا أشرق ثبير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رءوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس (طس) وبعضه في الصحيح وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف (وعن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدفعوا يوم عرفة حتى يدفع الأمام (طس) وفيه ابن لهيعة، قال الهيثمي حديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح (الأحكام) أحاديث الباب مع الزوائد تدل على جملة أحكام (منها) أنه يسن للأمام إذا غربت الشمس يوم عرفة وتحقق غروبها أن يفيض من عرفات ويفيض الناس معه، والمراد بالأمام هنا الوالي الذي إليه أمر الحج من قبل الأمام أو الأمام نفسه إن كان حاضرا بالحج، ولا ينبغي للناس أن يدفعوا حتى يدفع (قال الأمام أحمد رحمه الله) ما يعجبني أن يدفع إلا مع الأمام، وسئل عن رجل دفع قبل الأمام بعد غروب الشمس قال ما وجدت عن أحد أنه سهل فيه كلهم. يشدد فيه أهـ. ويستحب أن يكثر الذكر والتلبية لقوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا" (ومنها) أن السنة أن يسلك في ذهابه إلى المزدلفة طريق المأزمين وهو بين العلمين اللذين هما حد الحرم من تلك الناحية، لما ثبت في أحاديث الباب عند الأمام أحمد والشيخين وغيرهما (ومنها) أن السنة في السير إلى مزدلفة