كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[النزول بالشعب الذي بين عرفة والمزدلفة ليس بسنة ولا من المناسك]-
(5) باب الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة والمبيت بها
(344) عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع (1) بين المغرب والعشاء بالمزدلفة (وعنه من طريقٍ ثانٍ) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان يصلى المغرب والعشاء (3) بإقامةٍ.
__________
أن يكون بسكينة ووقار على عادة سيره سواء أكان راكباً أم ماشيا، ويحترز عن إيذاء الناس في المزاحمة، فإن وجد فرجة فالسنة الأسراع فيها. وإلا فلا كما ثبت في حديث أسامة المذكور في الباب (قال ابن عبد البر) في هذا الحديث كيفية الدفع في السير من عرفة إلى مزدلفة لأجل الاستعجال للصلاة لأن المغرب لا تصلى إلا مع العشاء بالمزدلفة، فيجمع بين المصلحتين من الوقار والسكينة عند الزحمة. ومن الأسراع عند عدم الزحام أهـ. ولا بأس أن يتقدم الناس على الأمام أو يتأخروا عنه (وجاء في أحاديث الباب) أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل بالشعب عند المضيق، وهذا النزول ليس بسنة ولا من المناسك كما قال الحافظ، وإنما كان لقضاء حاجته صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله كما في حديث أنس بن سيرين الثالث من أحاديث الباب لما عرف من حاله أنه كان من أشد الصحابة تمسكا بإتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في مثل هذا، وثبت في صحيح البخاري عن نافع قال كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بجمع غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدخل فينتفض (بفاء وضاد معجمة) أي يستجمر ويتوضأ ولا يصلى حتى يصلى بجمع، وتقدم في الشرح أن عكرمة كان ينكر على من نزل هذا المكان لأجل صلاة المغرب فيه، لأن السنة تأخير صلاة المغرب ليجمعوا بينها وبين العشاء في المزدلفة في وقت العشاء كما في أحاديث الباب (ومنها غير ذلك) تقدم في الشرح والله أعلم
(344) عن أبي أيوب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا شعبة عن عدى بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن أبي أيوب - الحديث" (غريبه) (1) زاد البخاري "في حجة الوداع" (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا شعبة ثنا عدى بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي عن أبي أيوب - الحديث" (3) أي يجمعهما جمع تأخر بالمزدلفة كما هو صريح في الطريق الأولى (وقوله بإقامة) يعني بإقامة واحدة كما جاء صريحا في رواية عن أبي أيوب أيضا عند الطبراني من طريق جابر الجعفي عن عدى بلفظ "صلى بجمع المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين بإقامة واحدة" قال الحافظ وفيه رد