كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[سبب إسراع الناس في السير عند الإفاضة واستحباب التأني والسكينة]-
يوضعون فأمر مناديه فنادى ليس البر بإيضاع الخيل والإبل فعليكم بالسكينة
(353) عن عطاءٍ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال إنما كان بدو الإيضاع من قبل أهل البادية (1) كانوا يقفون حافتي الناس حتى يعلقوا العصي (2) والجعاب، فإذا نفر واتقعقت (3) تلك فنفروا بالناس، قال ولقد رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ذفري (4) ناقته ليمس حاركها، وهو يقول بيده يا أيها الناس عليكم بالسكينة، يا أيها الناس عليكم بالسكينة
(354) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى
__________
جمرة العقبة مرارًا، فهذه الرواية تؤيد ما ذكرنا، فإن صح لفظ حديث الباب حمل على أن أسامة والفضل تناوبا الارتداف في الإفاضة من عرفة إلى مزدلفة والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد. ومعناه في الصحيحين وغيرهما
(353) عن عطاء عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن كثير بن شنظير عن عطاء عن ابن عباس- الحديث" (غريبه) (1) يقول ابن عباس رضي الله عنهما إن سبب الأيضاع يعني سرعة الناس في السير عند الإفاضة كان من قبل الإعراب سكان البوادي (2) جمع عصًا (والجعاب) جمع جعبة بفتح الجيم وهي الكنانة التي تجعل فيها السهام (والقعاب) جمع قعب بفتح القاف وسكون العين المهملة وهو القدح الضخم الجافي كذا في القاموس، وفي المصباح إناء ضخم كالقصعة (3) القعقعة حركة الشيء الذي يسمع له صوت، والمعنى أن الإعراب كانوا يعلقون هذه الأشياء كلها ويحملونها معهم وهم على جانبي الطريق، فإذا نفر الناس أحدثت هذه الأشياء صوتًا يحمل الإبل على السرعة في السير (4) بكسر الدال مؤنثة وألفها للتأنيث أو للإلحاق، وذفرى البعير أصل أذنه، جمعه ذفريات وذفارى. وهما ذفريان (والحارك) أعلى الكاهل وعظم مشرف من جانبيه، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الناس أسرعوا في السير جدًا ضيق لراحلته الزمام حتى كان أصل أذنيها يمس كتفها ليمنعها عن السرعة (وهو يقول بيده) أي يشير بها ويقول يا أيها الناس عليكم بالسكينة أي تأنوا ولا تعجلوا (تخريجه) (هق) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
(354) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان

الصفحة 154