كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(2) باب الأمر بالسكينة عند الدفع من مزدلفة إلى منى والإيضاع في وادي محسر
(*) "ز" عن عليٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جاء المزدلفة وجمع بين الصلاتين، ثم وقف بالمزدلفة فوقف على قزح وأردف الفضل بن عباسٍ وقل هذا الموقف وكل المزدلفة موقٌف، ثم دفع وجعل يسير العنق والناس يضربون (1) يمينًا وشمالًا وهو يلتفت ويقول السكينة السكينة أيها الناس حتى جاء محسرًا (2) فقرع راحلته فخبت
__________
في شرح المهذب يستحب أن يغتسل بالمزدلفة نصف الليل للوقوف بالمشعر الحرام وللعبد ولما فيها من الاجتماع، فإن عجز عن الماء تيمم، قال وهذه الليلة ليلة عظيمة جامعة لأنواع من الفضل (منها) شرف الزمان والمكان، فإن المزدلفة من الحرم، وانضم إلى هذا جلالة أهل المجمع الحاضرين بها وهم وفد الله تعالى ومن لا يشقى بهم جليسهم، فينبغي أن يعنى الحاضر هناك بأحيائها بالعبادة من صلاة أو تلاوة وذكر ودعاء وتضرع، ويتأهب بعد نصف الليل للاغتسال أو الوضوء ويحصل حصاة الجمار وتهيئة متاعه والله الموفق.
(*) "ز" عن علي رضي الله عنه، هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله في باب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم صحيفة 84 رقم 65 وهو حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وصححه، وإنما ذكرت هذا الطرف منه هنا لما فيه من صفة سيرهم عند الدفع من مزدلفة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بالسكينة، وقد تقدم نحوه عن علي رضي الله عنه أيضًا في أول الباب السابق، ولكن ليس فيه ما ذكر، وهذا الحديث الذي نحن بصدد شرحه من زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد علي مسند أبيه، وذاك من رواية الإمام أحمد فتنبه (غريبه) (1) أي يضربون الإبل كما صرح بذلك في رواية أبي داود، أي يحثونها على سرعة السير والنبي صلى الله عليه وسلم يلتفت إليهم ويقول السكينة (بالنصب) أي الزموا السكينة أيها الناس أي تأنوا في سيركم خوفًا من ضرر الزحام، ووقع في رواية أبي داود "لا يلتفت إليهم" بزيادة لا، ومعناه لا يشاركهم في سرعة السير، ورواية الترمذي كرواية الإمام أحمد بدون لا (قال المحب الطبري) قال بعضهم رواية الترمذي بإسقاط لا. أصح والله أعلم (2) تقدم ضبطه وسبب تسميته بذلك (وقد اختلف العلماء) في محسر فقيل هو واد بين مزدلفة ومنى، وقيل ما حسب منه في مزدلفة فهو منها، وما حسب منه في منى فهو منها وصوبه بعضهم، وتقدم