كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

إليهم فرملوا ومشوا ما بين الركنين، قال: فقال المشركون: هؤلاء الذين تزعمون أن الحمى وهنتهم، هؤلاء أقوى من كذا وكذا (1) ذكروا قولهم قال ابن عباس فلم يمنعه أن يأمرهم (2) أن يرملوا الأشواط كلها إلا إبقاء عليهم
(221) عن ابي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رمل رسول الله صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم ثلاثة أشواط بالبيت إذا انتهى إلى الركن اليماني مشي حتى يأتي الحجر ثم يرمل، ومشي أربعة أشواط، قال: قال ابن عباس وكانت سنة (3) (زاد في رواية) قال أبو الطفيل وأخبرني ابن عباس
__________
والركن الأسود، لأن المشركين كانوا لا يرونهم في هذا الموضع، وقد جاء معنى ذلك في رواية لأبي داود من حديث ابن عباس أيضا قال" وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا مشوا ثم يطلعون يرملون (1) لم يصرح في هذه الرواية بما قالوا وجاء في رواية لأبي داود أنهم قالوا" هؤلاء أجلد منا" وله في أخرى " تقول قريش كأنهم الغزلان " (2) أي من أي يأمرهم فحذف الجار لعدم اللبس (وقوله أن يرملوا الأشواط كلها) أي أن يرملوا فحذف الجار كذلك، أولا حذف أصلا لأنه يقال أمرته بكذا وأمرته كذا، أي لم يمنعه عليه الصلاة والسلام أن يأمرهم بالرمل في الطوفات كلها إلا ابقاء عليهم (وفي رواية للبخاري) إلا الإبقاء عليهم بزيادة الألف واللام (قال القسطلاني) بكسر الهمزة وسكون الموحدة والقاف ممدودة مصدر أبقى عليه إذا رفق به وهو مرفوع فاعل لم يمنعه، لكن الإبقاء لا يناسب أن يكون هو الذي منعه من ذلك، إذا الأبقاء معناه الرفق كما في الصحاح فلابد من تأويله بارادة ونحوها، أي لم يمنعه من الأمر بالرمل في الأربعة الا ارادته صلى الله عليه وسلم الأبقاء عليهم فلم يأمرهم به وهم لا يفعلونه شيئا الا بأمره اهـ. والأشواط جمع شوط بفتح الشين وهو الجري مرة الى الغاية، والمراد به هنا الطوفة حول الكعبة (تخريجه) (ق. د. نس. وغيرهم)
(220) عن أبي الطفيل (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن عاصم عن الجريري عن أبي الطفيل وعبد الله بن عثمان بن خثيم كلاهما عن ابن عباس - الحديث (غريبة) (3) يعني الرمل في الأشواط الأول، والمشي في الأربعة الباقية صار سنة وإن زال سببه، ولذلك صرح في الرواية الأخرى بأن النبي

الصفحة 16