كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[التعريف بوادي محسر واستحباب إسراع السير فيه خاصة]-
حتى خرج ثم عاد لسيره الأول حتى رمى الجمرة- الحديث
(358) عن الفضل بن العباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وغداة جمعٍ للناس حين دفعنا (وفي لفظٍ حين دفعوا)
__________
في غير حديث أن مزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر، فيكون على هذا قد أطلق بطن محسر والمراد منه ما خرج من مزدلفة، وإطلاق اسم الكل على البعض جائز مجازًا شائعًا، وقال أبو جعفر الطحاوي ليس وادي محسر من منى ولا من المزدلفة، فالاستثناء في قوله إلا بطن محسر منقطع، وتبع الطحاوي في ذلك النووي في شرح المهذب فقال وادي محسر موضع فاصل بين منى ومزدلفة، ليس من واحدة منهما بل هو مسيل ما بينهما اهـ، ويعارض هذا ما ثبت في حديث الفضل بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما عند مسلم والإمام أحمد وسيأتي في الحديث التالي بعد هذا بلفظ "حتى إذا دخل محسرًا وهو من منى قال عليكم بحصى الحذف" ولفظ مسلم "حتى دخل محسرًا وهو من منى قال عليكم بحصى الحذف- الحديث" وعلى هذا فهو من منى والله أعلم (وقوله فقرع راحلته فخبت) أي ضربها بالسوط فأسرعت في وادي محسر (قال الأزرقي) وإنما شرع الإسراع فيه لأن العرب كانوا يقفون فيه ويذكرون مفاخر آبائهم فاستحب الشارع مخالفتهم اهـ (وقال النووي) في شرح المهذب قال أصحابنا واستحب الإسراع فيه للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولأن وادي محسر كان موقف النصارى فاستحبت مخالفتهم، واستدلوا بما رواه البيهقي بإسناده عن المسور بن مخرمة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يوضع (يعني يسرع في وادي محسر) ويقول
إليك تعدو قلقًا وضيتها مخالفًا دين النصارى دينها
(قال البيهقي) يعني الأيضاع في وادي محسر، ومعنى هذا البيت أن ناقتي تعدو إليك يا رب مسرعة في طاعتكم قلقًا وضينها. وهو الحبل الذي كالحزام، وإنما صار قلقًا من كثرة السير والإقبال التام والإجهاد في طاعتك، والمراد صاحب الناقة "وقوله مخالفًا دين النصارى دينها" بنصب دين النصارى ورفع دينها، أي أني لا أفعل فعل النصارى ولا أعتقد اعتقادهم، (قال القاضي حسين) في تعلقيه يستحب للمار بوادي محسر أن يقول هذا الذي قاله عمر رضي الله عنه والله أعلم (تخريجه) (د. مذ. وصححه)
(358) عن الفضل بن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن ابن جريح أخبرني أبو الزبير أخبرني أبو معبد قال سمعت ابن عباس يخبر عن الفضل