كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[رد حجة القائلين بعدم الأسراع فى وادى محسر]-
(3) باب الرخصة فى تقديم وقت الدفع للضعفة من النساء وغيرهن قبل الزحام
(361) عن ابن جريج قال أخبرنى عبد الله مولى أسماء عن أسماء رضى الله عنها أنها نزلت عند دار المزدلقة فقالت أى بنىَّ هل غاب القمر ليلة جمعٍ وهى تصلِّي؟ قلت لا، فصلَّت ساعةً ثمَّ قالت أى بنى هل غاب القمر؟ قال وقد غاب القمر قلت نعم قال فارتحلوا، فارتحلنا ثمًَّ مضينا بها حتَّى رمينا الجمرة، ثمَّ رجعت فصلَّت الصُّبح فى منزلها فقلت لها أي هنتاه
__________
الذي بعده إنما كان بدء الأيضاع من قبل أهل البادية - الحديث، وأجاب النووى فى شرح المهذب عن هذين الحديثين من وجهين (أحدهما) أنه ليس فيهما تصريح بترك الأسراع فى وادى محسر فلا يعارضان باثبات الأسراع (والثاني) أنه لو صرح فيهما بترك الأسراع كانت رواية الأسراع أولى لوجهين (أحدهما) أنها إثبات وهو مقدم على النفى (والثاني) أنها أكثر رواة وأصح أسانيد فهى أولى والله أعلم اهـ
(361) عن ابن جريج (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج - الحديث" (غريبه) (1) هو عبد الله بن كيسان مولى أسماء، كينته أبو عمر، وأسماء هى بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما (2) أى عند منزل الناس بالمزدلفة، لأن كل مكان ينزل به الناس يقال له دار (وقولها أى بني) معناه يا بنى بضم الباء الموحدة مصغرا (3) إنما سألته عن مغيب القمر لأنها كانت عميت فى آخر عمرها وكانت هذه القصة فى حجة بعد حجة الوداع ليلة جمع. أى ليلة مبيتهم بالمزدلفة (4) إنما كررت السؤال عن مغيب القمر لأنه الوقت الذى أذن فيه النبى صلى الله عليه وسلم للضعفة من النساء وغيرهم بالدفع من مزدلفة إلى منى لرمى جمرة العقبة قبل الزحام وكانت تريد الدفع فى هذا الوقت، ولذلك لما قال لها نعم قالت فارتحلوا بكسر الحاء تعنى إلى منى لرمى جمرة العقبة، وكان ذلك فى أول الثلث الأخير من الليل لأن القمر فى الليلة العاشرة من الشهر يغيب فى ذلك الوقت تقريباً (5) أى بمنى (وقوله أى هنتاه) معناه يا هنتاه بفتح الهاء وسكون النون وقد تفتح، وإسكانها أشهر ثم بالتاء المثناة من فوق وقد تسكن الهاء التى فى آخرها وتضم، أى يا هذه يقال للمذكر إذا كنى عنه هن، وللمؤنث هنة، وزيدت الألف لمد الصوت والهاء لإظهار الألف

الصفحة 163