كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[سبب رمي الجمرات قصة الذبيح وأنه اسماعيل على التحقيق]-
(أبواب رمى جمرة العقبة وما يتبع ذلك إلى آخر يوم النحر)
(1) باب سبب مشروعية رمى الجمار وحكمها
(وعدد صحى الرمى وصفته ومن أين يلتقطه)
(368) عن ابن عباسٍ رضى الله عنهما قال إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنَّ جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشَّيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثمَّ أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشَّيطان فرماه بسبع حصياتٍ فساخ، ثمَّ أتى الجمرة القصوى فعرض له الشَّيطان فرماه بسبع حصياتٍ فساخ، فلمَّا أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه يا أبت أوثقنى لا أضطرب فينضح عليك من دمى إذا ذبحتني. فشدَّه، فلمَّا أخذ
__________
(368) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس أنا حماد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (1) أى غاص فى الأرض يقال ساخت الأرض به تسوخ وتسيخ (2) هى التى بين جمرة العقبة والجمرة القصوى (3) هى التى تلى مسجد الخيف، ويقال لها الأولى لأنها أولى الجمرات من جهة عرفات، والقصوى لأنها أبعد الجمرات من مكة (4) الصحيح الذى عليه جمهور العلماء المحققين وتؤيده الأدلة الصحيحة أن الذبيح اسماعيل، وهو الظاهر من القرآن، بل كأنه نص على أن الذبيح هو اسماعيل، فقد حكى الله عز وجل عن ابراهيم قصة الذبيح حيث قال "رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى - الآية" ثم قال وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين، ومن المعلوم أن اسماعيل أول ولده باتفاق العلماء، وقد روى الأمام أحمد من حديث أبى الطفيل عن ابن عباس، وتقدم فى باب ما رواه أبو الطفيل عن ابن عباس فى أسباب بعض أعمال الحج صحيفة 100 رقم 70 فى الجزء الحادى عشر "قال قد تله للجبين" وفى لفظ "وثم تله للجبين وعلى اسماعيل قميص أبيض - الحديث" ففيه التصريح بأن الذبيح اسماعيل، وهذا الحديث أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات، وسنفيض الكلام على ذلك فى كتاب التفسير، فى تفسير قوله تعالى "وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا" فى سورة الصافات، والجواب عن حديث الباب أن فى إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط