كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[وقت رمي جمرة العقبة بعد طلوع الشمس يوم النحر ويجوز تقديمه للضعفة]-
لا ترموا الجمرة حتَّى تطلع الشَّمس وزاد سفيان، قال ابن عباس ما إخال أحدا يعقل يرمى حتَّى تطلع الشمس
(383) عن شعبة عن ابن عبَّاس رضى الله عنهما أنَّ النَّبى صلى الله عليه وسلَّم بعث به مع أهله إلى منىً يوم النحر فرموا الجمرة مع الفجر
(374) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى
__________
الباء الموحدة وسكون ياء التصغير وبعدها نون مكسورة ثم ياء النسب المشددة، كذا قال ابن رسلان فى شرح السنن، وقال أبو عبيد هو تصغير بنىّ جمع ابن مضافا إلى النفس (1) بكسر الهمزة وهو الأفصح أى أظن من باب ظننت وأخواتها، وبنو أسد تقول أخال بالفتح وهو القياس (تخريجه) (الأربعة) من طريق الحسن العرفى وهو منقطع كما علمت، لكن قال الحافظ وأخرجه الترمذى والطحاوى من طرق عن الحكم عن مقسم عنه (يعنى عن ابن عباس) قال وأخرجه أبو داود من طريق حبيب عن عطاء وهذه الطرق يقوى بعضها بعضا ومن ثم صححه الترمذى وابن حبان اهـ
(373) عن شعبة عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى قال حدثناه حسين قال ثنا ابن أبى ذئب عن شعبة عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (2) فى الحديث السابق أن النبى صلى الله عليه وسلم نهاهم عن الرمى حتى تطلع الشمس، وفى هذا الحديث أنهم رموا الجمرة مع الفجر وكلا الحديثين يحتج به والمخرج واحد والقصة واحدة، وظاهر هذا التعارض، ولا مخلص منه إلا بحمل من رمى مع الفجر على ضعفه أهله صلى الله عليه وسلم من النساء لأن الزحام يؤذيهن، ويحمل من رمى بعد طلوع الشمس على اغيلمة بنى عبد المطلب، ومنهم ابن عباس أخر الرمى حتى يرمى معهم لأنهم أقدر من النساء على تحمل الزحام نوعا وإن كانوا صغار فالزحام لا يؤذيهم كما يؤذى النساء، وقد راعى ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فيهم، أما الأقوياء من الرجال فالأفضل لهم رمى جمرة العقبة ضحى لما ثبت فى حديث جابر الآتى بعد هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم رمى فى ذلك الوقت، هذا ما ظهر لى والله أعلم (تخريجه) (طح. نس) وسنده جيد. وهو فى الصحيحين بلفظ "كنت فيمن قدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم فى ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى
(374) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا عفان حدثنا حماد يعنى ابن سلمة أنا ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر - الحديث"

الصفحة 174