كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[من قال بجواز رمي جمرة العقبة قبل الفجر يوم النحر]-
(377) حدّثنا عبد الله حدثَّنى أبى ثنا داود بن عمر وثنا نافع بن عمر ابن جميل الجمحى قال رأيت عطاءًا وابن أبى مليكة وعكرمة بن خالدٍ (رحمهم الله عزَّ وجلَّ) يرمون الجمرة قبل الفجر يوم النَّحر فقال له أبى يا أبا سليمان فى أى سنةٍ سمعت من نافع بن عمر؟ قال سنة تسعٍ وستِّين؛
__________
يوم النحر بمكة، قال أحمد وهذا أيضا عجب، وما يصنع النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمكة؟ ينكر ذلك اهـ (قلت) والظاهر أن هذا الحديث بهذا اللفظ خطأ، لأن الصحيح الثابت أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر بمزدلفة قبل الوقوف بالمشعر الحرام كما جاء فى حديث جابر الطويل فى صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم عند مسلم قال ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام - الحديث" ويحتمل أن يكون فى الحديث تقديم وتأخير، وتقديره "أمرها يوم النحر أن توافى معه صلاة الصبح بمكة" يعنى فى اليوم الذى بعد يوم النحر، وقد رواه الطحاوى بهذا اللفظ فقال، حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا محمد بن خازم (يعنى أبا معاوية) عن هشام بن عروة عن زينب بنت أبى سلمة عن أم سلمة رضى الله عنها قالت أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر أن توافى معه صلاة الصبح بمكة (قال الطحاوي) ففى هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها بما أمرها به من هذا يوم النحر فذلك على صلاة الصبح فى اليوم الذى بعد يوم النحر، وقال فى موضع آخر فأشبه الأشياء عندنا والله أعلم أن يكون أمرها أن توافى صلاة الصبح بمكة فى غد يوم النحر فى وقت يكون فيه حلالا بمكة، وقد علم المسلمون وقت رمى جمرة العقبة فى يوم النحر بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ
(377) حدّثنا عبد الله (غريبه) (1) يحتمل أنهم رموها فى هذا الوقت لعذر ككبر أو مرض أو نحو ذلك، ويؤيد هذا ما رواه الطحاوى بسنده عن عبد الملك ابن أبى الصف عن عطاء قال اخبرنى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس ليلة المزدلفة اذهب بضعفائنا ونسائنا فليصلوا وليرموا جمرة العقبة قبل أن يصبهم دفعة الناس قال فكان عطاء يفعله بعد ما كبر وضعف (قال الطحاوي) فذهب قوم إلى أن للضعفة أن يرموا جمرة العقبة بعد طلوع الفجر واحتجوا فى ذلك بهذا الحديث اهـ (2) القائل "فقال له أبى" هو عبد الله بن الأمام أحمد رحمهما الله (وقوله يا أبا سليمان) يعنى داود بن عمرو