كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[مذاهب العلماء فى وقت رمى جمرة العقبة ومتى ينتهى]-
(3) باب رمي جمرة العقبة من بطن الوادى وكيفية الرمى وما يقال عنده
(378) عن عبد الرَّحمن بن يزيد قال كنت مع عبد الله (يعنى ابن مسعود رضى الله عنه) حتى انتهى إلى جمرة العقبة فقال ناولنى أحجاراً قال فناولته سبعة أحجارٍ، فقال لى خد بزمام الناقة قال ثمَّ عاد إليها فرمى بها من بطن الوادى بسبع حصيات وهو راكب يكبِّر مع كلِّ حصاةٍ، وقال اللَّهمَّ اجعله حجًّا مبروراً وذنباً مغفوراً، ثمَّ قال ها هنا كان يقوم الَّذي أنزلت
__________
العيني) في شرح البخارى قال الكاشانى من أصحابنا "يعنى الحنفية" أول وقته المستحب ما بعد طلوع الشمس وآخر وقته آخر النهار (كذا قال أبو حنيفة) وقال أبو يوسف يمتد إلى وقت الزوال، فاذا زالت الشمس يفوت الوقت ويكون فيما بعده قضاء، فان لم يرم حتى غربت الشمس يرمى قبل الفجر من اليوم الثانى ولا شيء عليه فى قول أصحابنا (وللشافعى قولان) فى قول إذا غربت الشمس فقد فات الوقت وعليه الفدية "وفى قول" لا يفوت إلا فى آخر أيام التشريق، فان أخر الرمى حتى طلع الفجر من اليوم الثانى رمى وعليه دم للتأخير فى قول أبى حنيفة، وفى قول أبى يوسف ومحمد لا شيء عليه (وبه قال الشافعي) (وقال مالك فى الموطأ) سمعت بعض أهل العلم يكره رمى الجمرة حتى يطلع الفجر من يوم النحر، ومن رمى فقد حل له النحر اهـ
(387) عن عبد الرحمن بن يزيد (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا جرير عن ليث عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه (عبد الرحمن بن يزيد) - الحديث) (غريبه) (1) أى إلى مكان يقرب منها (قال الحافظ) جمرة العقبة هى الجمرة الكبرى وليست من منى. بل هى حد منى من جهة مكة وهى التى بايع النبى صلى الله عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة. والجمرة اسم لمجتمع الحصى سميت بذلك لاجتماع الناس بها، يقال تجمر بنو فلان إذا اجتمعوا، وقيل إن العرب تسمى الحصا الصغار جمارا فسميت تسمية الشيء بلازمه (2) أى إلى جمرة العقبة (وقوله فرمى بها من بطن الوادي) يعنى أنه وقف فى بطن الوادى فجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه كما فى حديثه الآتى بعد هذا (وقوله يكبر مع كل حصاة وقال اللهم الخ) لفظ البيهقى يكبر مع كل حصاة حتى إذا فرغ قال اللهم اجعله حجا مبرورا الخ (3) يشير إلى أن هذا المكان الذى قام فيه عبد الله بن مسعود هو الذى كان يقوم فيه الذي