كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[زوائد الباب ومذاهب العلماء فى الكيفية المستحبة فى الوقوف للرمى]-
.....
__________
عند مسلم قال - ثم سلك الطريق الوسطى التى تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادى ثم انصرف إلى المنحر - الحديث) (وعن زيد بن أبى أسامة) يعنى بن أسلم قال رأيت سالم بن عبد الله يعنى ابن عمر استبطن الوادى ثم رمى الجمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الله أكبر اللهم اجعله حجا مبروراً، وذنبا مغفورا وعملا مشكورا فسألته عما صنع فقال حدثنى أبى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يرمى الجمرة فى هذا المكان ويقول كلما رمى بحصاة مثل ما قلت (هق) وفى إسناده عبد الله بن حكيم بن الأزهر، قال البيهقى ضعيف والله أعلم (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية رمى جمرة العقبة من بطن الوادى وهو سنة عند جمهور العلماء (وقال الأمام مالك) لا باس أن يرميها من فوقها ثم رجع فقال لا يرميها إلا من أسفلها (وقال ابن بطال) رمى جمرة العقبة من أسفلها أو أعلاها أو وسطها كل ذلك واسع، والموضع الذى يختار بها بطن الوادى من أجل حديث ابن مسعود، وكان جابر بن عبد الله يرميها من بطن الوادى (وبه قال عطاء وسالم) وهو قول الأئمة (أبو حنيفة والثورى والشافعى وأحمد واسحاق) وقال الأمام مالك فرميها من أسفلها أحب إلى، وقد روى عن عمر رضى الله عنه أنه جاء والزحام عند الجمرة فصعد فرماها من فوقها (وفى أحاديث الباب) أيضا أنه لا يكره قول الرجل سورة البقرة وسورة آل عمران ونحو ذلك (وهو قول كافة العلماء) إلا ما حكى عن بعض التابعين كراهة ذلك، وأنه ينبغى أن يقال السورة التى يذكر فيها كذا، والأصح قول الجمهور لقوله صلى الله عليه وسلم "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة المرفوعة (وفى أحاديث الباب أيضا) روايتان عن ابن مسعود فى كيفية وقوف الرامى لجمرة العقبة أصحهما أن يقف تحتها فى بطن الوادى فيجعل مكة عن يساره وهو معنى قوله فى الحديث "وجعل البيت عن يساره" والبيت هو الكعبة. والكعبة فى مكة، ويجعل منى عن يمينه ويستقبل العقبة ثم يرمى (وبهذا قال جمهور العلماء) منهم ابن مسعود وجابر والقاسم بن محمد وسالم وعطاء ونافع وأبو حنيفة والثورى ومالك والشافعى وأحمد (وللشافعية وجه ثان) أنه يقف مستقبل الجمرة مستدبر الكعبة ومكة، وبه جزم الشيخ أبو حامد فى تعليقه والبندنيجى وصاحب البيان والرافعى وآخرون (ولهم وجه ثالث) أنه يقف مستقبل الكعبة وتكون الجمرة عن يمينه (قال النووي) والمذهب الأول لحديث عبد الرحمن بن يزيد أن عبد الله ابن مسعود انتهى إلى الجمرة الكبرى فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ورمى بسبع حصيات ثم قال هذا مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة (وفى أحاديث الباب أيضا)