كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[مشروعية الركوب لرمى جمرة العقبة وقوله صلى الله عليه وسلم لتأخذوا مناسككم]-
(384) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال رأيت النَّبى صلى الله عليه وسلم يرمى على راحلته يوم النَّحر يقول لتأخذوا مناسككم فإنِّى لا أدرى أن لا أحجَّ بعد حجَّتى هذه (وعنه من طريقٍ ثانٍ) قال (يعنى النَّبى صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم) لتأخذ أمتى مناسكها، وارموا بمثل حصى الخذف
(385) عن قدامة بن عبد الله الكلابىِّ رضى الله عنه أنَّه رأى رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم رمى الجمرة جمرة العقبة من بطن الوادى يوم النحر على ناقةٍ له صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك
__________
(384) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول رأيت النبى صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (1) قال النووى هذه اللام لام الأمر ومعناه خذوا مناسككم وهكذا وقع فى رواية مسلم وتقديره هذه الأمور التى أتيت بها فى حجتى من الأقوال والأفعال والهيئات هى أمور الحج وصفته وهى مناسككم فخذوها عنى واقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس، وهذا الحديث أصل عظيم فى مناسك الحج وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم فى الصلاة "صلوا كما رأيتمونى أصلي" اهـ (2) لفظ مسلم لعلى لا أحج بعد حجتى هذه وفيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه وانتهاز الفرصة من ملازمته وتعلم أمور الدين. وبهذا سميت حجة الوداع والله تعالى أعلم (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبى الزبير عن جابر قال لتأخذ أمتى - الحديث" (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه (م. د. نس. هق) ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية بهذا اللفظ
(385) عن قدامة بن عبد الله (سنده) (حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيرى ثنا أيمن بن نابل ثنا قدامة بن عبد الله - الحديث" (غريبه) (4) الأصهب الذى فى شعره حمرة يعلوها سواد، وهو لون الناقة الصهباء (وقوله لا ضرب ولا طرد الخ) معناه أنه لا تضرب الناس أمامه ولا يطردون ليفسحوا له الطريق كما يفعل بين يدى الأمراء، ولا يقال لمن أمامه اليك اليك يعنى بعد وتنح، بل كان شأنه شأن الذين معه سواء بسواء، وفى هذا من التواضع والأخلاق الكريمة ما لا يخفى

الصفحة 183