كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[زوائد الباب ومذاهب الأئمة فى حكم الركوب لرمى جمرة العقبة]-
(386) عن أمِّ الحصين (الأحمسيَّة رضى الله عنها) قالت حججت مع النَّبى صلى الله عليه وسلم حجَّة الوداع فرأيت أسامة بن زيد وبلالا وأحدهما آخذ بخطام ناقة النَّبى صلى الله عليه وسلم والآخر رافع ثوبه يستره من الحرِّ حتَّى رمى جمرة العقبة
__________
فسبحان من كمله وبالخلق العظيم جمله؛ وحسبنا مخاطبة الله عز وجل إياه بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (فع. نس. مذ. جه. هق: مى) وقال الترمذى حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه وهو حديث حسن صحيح، وأيمن بن نابل هو ثقة عند أهل الحديث اهـ
(386) عن أم الحصين (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحمن عن زيد بن أبى أنيسة عن يحيى بن الحصين عن أم الحصين جدته حدثته قالت حججت مع النبى صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (1) فيه جواز رمى جمرة العقبة راكبا وفيه جواز تظليل المحرم على رأسه بثوب وغيره، وتقدم الكلام على ذلك فى أحكام باب تظلل المحرم من الحر صحيفة 216 فى الجزء الحادى عشر (تخريجه) (م. هق) وهذا الحديث من الأحاديث التى رواها مسلم عن الأمام أحمد بسند الأمام أحمد، قال مسلم واسم أبى عبد الرحيم (يعنى أحد رجال السند) خالد بن أبى يزيد وهو خال محمد بن سلمة روى عنه وكيع وحجاج الأعور اهـ (زوائد الباب) روى الترمذى فى جامعه قال حدثنا يوسف بن عيسى نا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمار مشى اليه ذاهبا وراجعا، قال الترمذى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه بعضهم عن عبيد الله ولم يرفعه والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقال بعضهم يركب يوم النحر ويمشى فى الأيام التى بعد يوم النحر، قال أبو عيسى (يعنى الترمذي) كأن من قال هذا إنما أراد اتباع النبى صلى الله عليه وسلم فى فعله، لأنه إنما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوم النحر حيث ذهى يرمى الجمار، ولا يرمى يوم النحر إلا جمرة العقبة اهـ (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الركوب لرمى جمرة العقبة يوم النحر فقط والمشى لرمى الجمرات جميعها فى غير يوم النحر، وقد اختلف العلماء فى ذلك (قال النووى قال الشافعي) وموافقوه إنه يستحب لمن وصل منى راكبا أن يرمى جمرة العقبة يوم النحر راكبا، ولو رماها ماشيا جاز، وأما من وصلها ماشيا فيرميها ماشيا، وهذا فى يوم النحر، وأما اليومان الأولان من أيام التشريق فالسنة أن يرمى فيهما جميع الجمرات ماشيا، وفى اليوم الثالث يرمي راكباً

الصفحة 184