كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة واحدة]-
(398) عن أبي سعيدٍ الخدرى رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حلقوا رؤوسهم عام الحديبية غير عثمان بن عفَّان وأبى قتادة رضى الله عنهما، فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلِّقين ثلاث مرارٍ وللمقصِّرين مرَّةً
(399) عن يحيى بن الحصين قال سمعت جدتى تحدِّث أنَّها سمعت النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم بمنىً دعا للمحلِّقين ثلاث مرَّاتٍ، فقيل له والمقصِّرين؟ فقال
__________
(398) عن أبي سعيد الخدرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح وعبد الصمد وأبو عامر قالوا حدثنا هشام بن أبى سعيد الخدرى - الحديث" (تخريجه) (ش. طح) وأبو داود الطيالسى وفى إسناده أبو إبراهيم الأنصارى جهله أبو حاتم وبقية رجاله ثقات
(399) عن يحيى بن الحصين (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حجاج ابن محمد قال حدثنى شعبة عن يحيى بن الحصين قال سمعت جدتى - الحديث" (غريبه) (1) هى أم الحصين الأحمسية صحابية جليلة شهدت حجة الوداع (2) فى الطريق الثانية قالت سمعت نبى الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يخطب الخ. فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كرر هذه الجملة فى خطبته بعرفات ثم فى خطبته بمنى فسمعته فى الموضعين؛ وهو يدل قطعاً على أن هذا الدعاء كان فى حجة الوداع، وتقدم فى حديثى ابن عباس وأبى سعيد أنه كان فى عمرة الحديبية، وقد اختلف العلماء فى ذلك فقال أبو عمر بن عبد البر كونه فى الحديبية هو المحفوظ، وقال النووى الصحيح المشهور أنه كان فى حجة الوداع (وقال القاضى عياض) لا يبعد أن النبى صلى الله عليه وسلم قاله فى الموضعين، وما قاله القاضى عياض هو الصواب جمعا بين الأحاديث، وقال ابن دقيق العبد إنه الأقرب (قال الحافظ) بل هو المتعين لظاهر الروايات بذلك فى الموضعين اهـ (قلت) وتقدم سبب دعائه صلى الله عليه وسلم للمحلقين فى عمرة الحديبية ثلاث مرات وللمقصرين مرة فى شرح حديث ابن عباس، أما سبب دعائه صلى الله عليه وسلم للمحلقين فى حجة الوداع ثلاثاً وللمقصرين مرة فقد ذكره الخطابى فى معالم السنن بقوله كان أكثر من أحرم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة ليس معهم هدى وكان صلى الله عليه وسلم قد ساق الهدى، ومن كان معه هدى فانه لا يحلق حتى ينحر هديه، فلما أمر من ليس معه هدى أن يحل وجدوا من ذلك في أنفسهم