كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[سبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاث مرار وللمقصرين مرة]-
في الثَّالثة والمقصِّرين (ومن طريقٍ ثانٍ) قال سمعت جدتى تقول سمعت نبى الله صلى الله عليه وسلم بعرفات يخطب يقول غفر الله للمحلِّقين ثلاث مرارٍ، قالوا والمقصِّرين؟ فقال والمقصِّرين فى الرَّابعة (وعن من طريقٍ ثالثٍ) عن جدَّته قالت سمعت النَّبى صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم وهو يقول يرحم الله المحلِّقين يرحم الله المحلِّقين، قالوا فى الثَّالثة والمقصِّرين قال والمقصِّرين
(400) عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يرحم الله المحلِّقين، قالوا يا رسول الله والمقصِّرين؟ قال رحم الله المحلِّقين، قال فى الرابعة والمقصِّرين
__________
وأحبوا أن يأذن لهم فى المقام على إحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بهم، فلما لم يكن لهم بد من الأحلال كان القصر فى نفوسهم أحب من الحلق فمالوا إلى القصر، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أخرهم فى الدعاء وقدم عليهم من حلق وبادر إلى الطاعة، وقصر بمن تهيبه وحاد عنه، ثم جمعهم فى الدعوة وعمهم بالرحمة اهـ. ونقل الحافظ والعينى عن الخطابى أنه كانت عادة العرب اتخاذ الشعر على الرءوس وتوفيرها وتزيينها وكان الحلق فيهم قليلا ويرون ذلك نوعا من الشهرة وكان يشق عليهم الحلق فمالوا إلى التقصير فمنهم من حلق ومنهم من قصر لما يجد فى نفسه منه، فمن أجل ذلك سمح لهم بالدعاء بالرحمة وقصر بالآخرين إلى أن استعطف عليهم فعمهم بالدعاء بعد ذلك والله أعلم (1) يعنى عقب الثالثة فتكون الرابعة لتتفق مع الرواية الآتية بعدها (2) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا شعبة قال سمعت يحيى بن حصين قال سمعت جدتى تقول - الحديث" (3) هذا صريح فى أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاث مرار وخصص المقصرين بالرابعة فقط وليس هذا آخر الحديث من هذا الطريق (وبقيته) قالت وسمعته يقول إن استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا، وسيأتى ذلك فى كتاب الخلافة والأمارة ان شاء الله تعالى (4) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع قال ثنا شعبة عن يحيى ابن الحصين عن جدته - الحديث" (تخريجه) (م. نس)
(400) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن عبيد الله أخبرنى نافع عن ابن عمر - الحديث" (تخريجه) (ق. وغيرهما)

الصفحة 193