كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[الجمع بين حديثي ابن عمر وجابر بن عبد الله فى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم الظهر بمكة ومنى]-
(6) باب الإفاضة عن منى للطواف يوم النحر
(وهو المسمى بطواف الأفاضة أو الزيارة وحكم من أمسى ولم يطف)
(405) عن ابن عمر رضى الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أفاض يوم النَّحر ثمَّ رجع فصلَّى الظُّهر بمنىً
(406) عن ابن عبَّاسٍ وعائشة رضى الله عنهم قالا أفاض رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم من منىً ليلاً (وعنهما رضي الله عنهما
__________
حلق فيها جاء هذا الاحتمال بعينه وحصل التوفيق بين الأخبار كلها، وهذا مما فتح الله على به فى هذا الفتح، ولله الحمد ثم لله الحمد أبدا
(405) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر - الحديث" (غريبه) (1) يعنى من منى إلى مكة لطواف الأفاضة، ويقال له أيضا طواف الزيارة وطواف الفرض والركن (قال النووي) وسماه بعض أصحابنا طواف الصدر وأنكره الجمهور، قالوا وإنما طواف الصدر طواف الوداع اهـ (وقوله ثم رجع) يعنى من مكة إلى منى بعد الطواف فصلى الظهر بمنى، وهذا يعارض ما ثبت عند مسلم من حديث جابر الطويل فى صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال "ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر - الحديث" (قال النووي) رحمه الله ووجه الجمع بينهما أنه صلى الله عليه وسلم طاف للأفاضة قبل الزوال ثم صلى الظهر بمكة فى أول وقتها ثم رجع إلى منى فصلى بها الظهر مرة أخرى بأصحابه حين سألوه ذلك فيكون متنفلا بالظهر الثانية التى بمنى، وهذا كما ثبت فى الصحيحين فى صلاته صلى الله عليه وسلم ببطن نخل أحد أنواع صلاة الخوف فانه صلى الله عليه وسلم صلى بطائفة من أصحابه الصلاة بكمالها وسلم بهم ثم صلى بالطائفة الأخرى تلك الصلاة مرة أخرى فكانت له صلاتان ولهم صلاة اهـ. وذكر ابن المنذر نحوه (قال الشوكاني) ويمكن الجمع بأن يقال أنه صلى الله عليه وسلم صلى بمكة ثم رجع إلى منى فوجد أصحابه يصلون الظهر فدخل معهم متنفلا لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك لمن وجد جماعة يصلون وقد صلى اهـ (تخريجه) (ق. هق. وغيرهم)
(406) عن ابن عباس وعائشة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا نوح بن ميمون ثنا سفيان عن أبى الزبير عن ابن عباس وعائشة - الحديث" (غريبه) (2) هذا يعارض ما تقدم فى حديث ابن عمر من أنه صلى الله عليه وسلم أفاض نهارا وصلى الظهر بمنى

الصفحة 200