كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[تأويل حديث ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم أخر طواف يوم النحر إلى الليل]-
من طريقٍ ثانٍ) أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً (وعنهما من طريقٍ ثالثٍ) أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أخَّر طواف يوم النَّحر إلى اللَّيل
(407) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى ثنا محمَّد بن أبى عدىٍّ عن محمَّد بن إسحاق قال حدَّثنى أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه وعن أمِّه زينب بنت أبى سلمة عن أمِّ سلمة رضى الله عنها يحدثانه ذلك جميعاً قالت، كانت ليلتى التى يصير إلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مساء يوم النَّحر قالت فصار إلي
__________
وكذا ما جاء فى الطريق الثالثة من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر طواف يوم النحر الى الليل يعارض حديث ابن عمر أيضا، وأجاب عن ذلك النووى رحمه الله بأن قوله أخر طواف يوم النحر الى الليل، أى طواف نسائه، قال ولابد من هذا التأويل للجمع بين الأحاديث اهـ (قلت) وعلى هذا يحمل قوله فى الطريق الأولى أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى ليلا أى لأجل نسائه فقط ليكون معهن، وكذا قوله فى الطريق الثانية "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلا" أى لكونه كان مع نسائه فزار تطوعا بقصد الزيارة لا لطواف الأفاضة ثم رجع إلى منى فبات بها، لأنه ثبت بالأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم أفاض نهارا والله أعلم (1) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن سفيان عن أبى الزبير عن عائشة وابن عباس - الحديث" (2) وفى رواية عند البيهقى وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نسائه ليلا وهى تؤيد ما قلنا فى شرح الطريق الأولى (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبى الزبير عن عائشة وابن عباس - الحديث" (تخريجه) (د. مذ. هق) وقال الترمذى حديث حسن اهـ، وذكر البخارى الطريق الثالثة منه فى صحيحه تعليقا بصيغة الجزم فقال وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس أخر النبى صلى الله عليه وسلم الطواف إلى الليل (قلت) أى طواف نسائه كما فسره النووى جمعا بين الأحاديث كما تقدم، قال البيهقى وقد سمع أبو الزبير بن عباس، وفى سماعه من عائشة نظر؛ قاله البخارى والله أعلم
(407) حدّثنا عبد الله (غريبه) (4) يريد أن أم أبى عبيدة وأباه حدثاه جميعا عن أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث (5) أى اتفق أن كانت ليلة نوبتى مساء يوم النحر أى مساء ليلة تلى يوم النحر وهى ليلة الحادى عشر من ذى الحجة، والمساء يطلق على ما بعد الزوال إلى أن يشتد الظلام، ولعل المراد به هنا أول الليل (وقولها فصار إلىَّ) أي دخل علي