كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[ما ورد في أن من لم يطف يوم النحر حتى أمسى رجع محرما]-
قالت فدخل علىَّ وهب بن زمعة ومعه رجلٌ من آل أبى أميَّة متقمِّصين قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوهبٍ هل أفضت بعد أبا عبد الله؟ قال لا والله يا رسول الله، قال انزع عنك القميص، قال فنزعه من رأسه ونزع صاحبه قميصه من رأسه، ثم قالوا ولم يا رسول الله؟ قال إنَّ هذا يوم رخَّص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوُّا، يعنى من كلِّ ما حرمتم منه إلاَّ من النِّساء فإذا أنتم أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت عدتم حرما كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتَّى تطوفوا به، قال محمدٌ قال أبو عبيدة وحدَّثتنى أمُّ قيسٍ ابنة محصنٍ وكانت جارةً لهم، قالت خرج من عندى عكاشة ابن محصنٍ فى نفر من بنى أسدٍ متقمِّصين عشيَّة يوم النَّحر، ثمَّ رجعوا إلي
__________
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك المساء (1) أى لابسى القميص (2) أى طفت طواف الأفاضة بعد رمى الجمار والحلاق (وقوله أبا عبد الله) يعنى يا أبا عبد الله. فهو منادى حذفت منه ياء النداء، وهو كنية وهب بن زمعة (3) أى من قبل رأسه (4) أى وهب وصاحبه، ويحتمل أنه كان معها أحد آخر لم يذكر فى الحديث أو أقامهما مقام الجماعة احتراما لهما (وفى رواية أبى داود) ثم قال يعنى وهبا. ولم يا رسول الله؟ أى لم أمرتنا بنزع القميص عنا؟ قال إن هذا يوم رخص لكم الخ الحديث. ومعنى ذلك أن هذا الترخيص لكم إنما هو بشرط أن تطوفوا طواف الأفاضة بعد رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن تدخلوا فى مساء ذلك اليوم، وأما إذا فات هذا الشرط بأن أمسيتم يوم النحر قبل أن تطوفوا طواف الأفاضة فليس لكم هذا الترخيص وإن رميتم وذبحتم وحلقتم، بل ترجعون محرمين كما كنتم قبل الرمي، وهذا مخالف لما اتفق عليه جمهور العلماء وسيأتى الكلام عليه فى الأحكام (5) قوله "يعنى من كل ما حرمتم منه إلا من النساء" هذه الجملة من تفسير بعض الرواة، ومعناه من كل ما حرم عليكم فعله بسبب الأحرام والله أعلم (6) يعنى ابن اسحاق رحمه الله، وأبو عبيدة هو ابن عبد الله بن زمعة راوى الحديث الأول عن أبيه وأمه عن أم سلمة رضى الله عنها (7) صحابية مشهورة لها أحاديث وعكاشه أخوها، وهو من الصحابة السابقين الأولين شهد بدرا، ووقع ذكره فى السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب حيث