كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
-[حديث ابن عباس رضى الله عنهما فى خطبة النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى]-
في بلدكم هذا فى شهركم هذا هل بلَّغت؟ قالوا نعم. قال اللَّهمَّ اشهد
(413) عن عكرمة عن ابن عبَّاسٍ رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجَّة الوداع يا أيُّها النَّاس أى يومٍ هذا؟ قالوا هذا يومٌ حرامٌ قال أى بلدٍ هذا؟ قالوا بلدٌ حرام، قال فأى شهرٍ هذا؟ قالوا شهرٌ حرامٌ، قال إنَّ أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا فى شهركم هذا، ثمَّ أعادها مراراً ثم رفع رأسه إلى السَّماء فقال اللَّهمَّ هل
__________
يحرم إذا كان بغير حق فلابد من التصريح به فلفظ انتهاك أولى. لأن موضوعها لتناول الشيء بغير حق (1) إنما شبهها فى الحرمة بهذه الأشياء لأنهم كانوا لا يرون استباحتها وانتهاك حرمتها بحال (وقال ابن المنير) قد استقر فى القواعد أن الأحكام لا تتعلق إلا بأفعال المكلفين، فمعنى تحريم اليوم والبلد والشهر تحريم أفعال الاعتداء فيها على النفس والمال والعرض؛ فما معنى إذا تشبيه الشيء بنفسه؟ (وأجاب) بأن المراد أن هذه الأفعال فى غير هذا البلد. وهذا الشهر: وهذا اليوم مغلظة الحرمة عظيمة عند الله فلا يستسهل المعتدى كونه تعدى فى غير البلد الحرام والشهر الحرام، بل ينبغى له أن يخاف خوف من فعل ذلك فى البلد الحرام، وإن كان فعل العدوان فى البلد الحرام أغلظ فلا ينفى كون ذلك فى غيره غليظا أيضا، وتفاوت ما بينهما فى الغلظ لا ينفع المعتدى فى غير البلد الحرام، فان فرضناه تعدى فى البلد الحرام فلا يستسهل حرمة البلد. بل ينبغى أن يعتقد أن فعله أقبح الأفعال وأن عقوبته بحسب ذلك فيراعى الحالتين "وقوله صلى الله عليه وسلم هل بلغت" يعنى ما أمرتنى به يا الله، وإنما قال ذلك لأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان التبليغ فرضا عليه، فأشهد الله تعالى على أداء ما أوجب عليه (2) أى أنى أديت ما أوجبته على من التبليغ (تخريجه) (عل) ورجاله رجال الصحيح
(413) عن عكرمة عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن نمير ثنا فضيل يعنى ابن غزوان عن عكرمة عن ابن عباس - الحديث" (غريبه) (3) لفظ البخارى حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر فقال يا أيها الناس - الحديث، فبينت هذه الرواية أن هذه الخطبة كانت يوم النحر (4) يعنى أعاد الألفاظ المتقدم ذكرها مراراً وأقله ثلاث مرات. وهي عادته صلى الله عليه وسلم