كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

-[حديث عبد الرحمن بن معاذ فى خطبة النبى صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى]-
بلَّغت مراراً قال يقول ابن عبَّاس والله إنَّها لوصيَّة إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، ثمَّ قال ألا فليبلِّغ الشَّاهد الغائب، لا ترجعوا بعدى كفَّاراً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ
(414) عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النَّبى صلى الله عليه وسلم قال خطب النَّبى صلى الله عليه وسلم النَّاس بمنىً ونزَّلهم منازلهم، وقال لينزل المهاجرون
__________
(1) ثبت في رواية البخارى "اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت" مرتين. أى بلغت ما أمرتنى به كما تقدم (2) كذا فى الأصل "إنها لوصية إلى ربه" وجاء فى البخارى بلفظ "انها لوصيته إلى أمته" بضمير يعود على النبى صلى الله عليه وسلم واللام مفتوحة فى الروايتين وهى للتأكيد (3) أى الحاضر ذلك المجلس يبلغ الغائب، وقول ابن عباس معترض بين قوله صلى الله عليه وسلم "هل بلغت" وبين قوله فليبلغ الشاهد الغائب (4) أى بعد فراقى من موقفى هذا أو بعد موتى وهو الأظهر، وفيه استعمال رجع كصار معنى وعملا (قال ابن مالك) وهو مما خفى على أكثر النحويين، أى لا تصيروا بعدى "كفارا" أى كالكفار أو لا يكفر بعضكم بعضا فتستحلوا القتال، أو لا تكن أفعالكم شبيهة بأفعال الكفار (وقوله يضرب) برفع الباء من يضرب على أنها جملة مستأنفة مبينة لقوله لا ترجعوا بعدى كفارا، ويجوز الجزم. قال أبو البقاء على تقدير شرط مضمر أى إن ترجعوا بعدي. والله أعلم (تخريجه) (خ. مذ. هق)
(414) عن عبد الرحمن بن معاذ (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمى عن عبد الرحمن بن معاذ - الحديث" (غريبه) (5) هكذا بالأصل (عن عبد الرحمن بن معاذ عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم) وترجم له فى المسند بهذه العبارة (حديث رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم) ثم ذكره بهذا الأسناد، ثم عقبه بترجمة أخرى فقال (حديث عبد الرحمن بن معاذ وكان من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم) ثم قال حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد قال حدثنى أبى قال ثنا حميد بن قيس عن محمد بن إبراهيم التيمى عن عبد الرحمن بن معاذ التيمى قال وكان من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث. فثبت بهذا أن عبد الرحمن بن معاذ من الصحابة، وأنه روى هذا الحديث بدون واسطة بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم، ورواه النسائى كذلك بدون واسطة. ولابى داود روايتان كما هنا إحداهما بواسطة والأخرى من غير واسطة. والظاهر والله أعلم أن عبد الرحمن رواه مرتين. مرة بواسطة. ومرة بغير واسطة، ويحتمل أنه أراد عدم التصريح باسم نفسه لأمر ما. فقال عن رجل عن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يعنى نفسه والله أعلم (6) من التنزيل أي أجلس كل

الصفحة 212