كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

(3) باب فضل الطواف والركن اليماني والحجر الأسود ومقام إبراهيم
(229) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله
__________
الأول ولكن كان ذلك في أول الأمر ثم نسخ بأنه صلى الله عليه وسلم رمل مع أصحابه في حجة الوداع من الحجر إلى الحجر كما في أحاديث الباب، وتقدم الكلام عليه في الشرح (وفي أثرى ابن عمر وعائشة) المذكورين في الزوائد دلالة على أن النساء ليس عليهن رمل في الطواف بالبيت ولا بين الصفا والمروة (وحكى النووي اتفاق العلماء على ذلك) ولو تر ك الرجل الرمل حيث شرع له فهو تارك لسنة ولا شيء عليه عند الجمهور (وقال الحسن البصري) والثوري وعبد الملك بن الماجشون المالكي إذا ترك الرمل لزمه دم، وكان الإمام مالك يقول به ثم رجع (واجمعوا) على أنه لا رمل على من أحرم بالحج من مكة من غير أهلها وهم المتمتعون لأنهم قد رملوا في حين دخولهم حيث طافوا للقدوم " واختلفوا في أهل مكة " هل عليهم إذا حجوا رمل أم لا (فقال الإمام الشافعي) كل طواف قبل عرفة مما يوصل بينه وبين السعي فإنه يرمل فيه (وكان الإمام مالك) يستحب ذلك، وكان ابن عمر لا يرى عليهم رملا إذا طافوا بالبيت على ما روي عنه مالك (وفي أحاديث الباب أيضا) مشروعية الاضطباع في الطواف وتقدم معناه في الشرح، وهو أن يدخل إزاره تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على منكبه الأيسر فيكون منكبه الأيمن مكشوفا، وهذه الهيئة هي المذكورة في حديث ابن عباس المذكور في الباب، والحكمة في فعله أنه يعين على إسراع المشي (وقد ذهب إلى استحبابه الجمهور) سوى الإمام مالك فإنه قال الاضطباع لا يعرف ولا رأيت أحدا يفعله (وقال النووي) في شرح المهذب: اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على استحباب الاضطباع في الطواف واتفقوا على أنه لا يسن في غير طواف الحج والعمرة وأنه يسن في طواف العمرة وفي طواف واحد في الحج وهو طواف القدوم أو الإفاضة، ولا يسن إلا في أحدهما، قال وحاصله أنه يسن في طواف فيه الرمل ولا يسن فيما لا يسن فيه الرمل، وهذا الاختلاف فيه اهـ (قال صاحب المهذب) ولا ترمل المرأة ولا تضطبع، لأن في الرمل تبين اعضاءها وفي الاضطباع ينكشف ما هو عورة منها اهـ (قال النووي) في شرحه واتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على ذلك والله أعلم
(229) عن ابن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر والثوري عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر

الصفحة 23