كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

(232) وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحجر الأسود من الجنة (1) وكان أشد بياضا من الثلج (2) حتى سودته خطايا أهل الشرك
__________
الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" من كان هذا خلقه وهذه قدرته أليس بقادر على خلق عينين ولسان للحجر؟ بلى قادر، اللهم ألهمنا الصواب وقنا شر الزيغ والزلل ووفقنا لصالح العمل آمين (تخريجه) (مذ. جه. هق. خز. حب) وصححاه وقال الترمذي حديث حسن ورواه الطبراني في الكبير ولفظه " يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسانان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء
(232) وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حماد يعني ابن سلمة ثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث (غريبة) (1) آوله بعض الشرح بإرادة المبالغة في تعظيم شأن الحجر وتفظيع أمر الخطايا والذنوب، والمعنى أن الحجر لما فيه من الشرف والكرامة واليمن والبركة شارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها، وأقول لا ملجئ لهذا التأويل بل يحمل الحديث على ظاهره إذ لا مانع من ذلك عقلا ونقلا، لا سيما وقد جاء هذا الحديث عند الطبراني بلفظ يبعد التأويل وسيأتى في التخريج (قال الحافظ) واعترض بعض الملحدين على هذا الحديث فقال كيف سودته خطايا المشركين ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد؟ (وأجيب) بما قال ابن قتيبة لو شاء الله لكان ذلك، وإنما أجرى العادة بأن السواد يصبغ ولا يُصبغ على العكس من البياض (وقال المحب الطبري) في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد، قال وروي عن ابن عباس إنما غيره بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إل زينة الجنة، فإن ثبت هذا الجواب لكن قال الحافظ أخرجه الحميدي في فضائل مكة باسناد ضعيف (2) لفظ الترمذي أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم (تخريجه) (هق. خز. مذ) وقال حديث حسن صحيح، ورواه الطبراني في الأوسط والكبير باسناد حسن ولفظه قال: " الحجر الأسود من حجارة الجنة وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها لولا ما مسه من رجس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا برأ (وفي رواية) لابن خزيمة قال الحجر الأسود ياقوته بيضاء من يواقيت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أُحد يشهد لمن استلمه

الصفحة 26