كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
العاص) رضي الله عنهما يقول فأنشد بالله (1) ثلاثا ووضع إصبعيه في أذنيه لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الركن (2) والمقام (وفي لفظ إن الحجر والمقام) ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس اله عز وجل نورهما (3) ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب (وفي لفظ ما بين السماء والأرض)
__________
ابن شيبة، فشيبة جده وقد نسب إليه (قال الحافظ) في التقريب مسافع بن عبد الله ابن شيبة بن عثمان العبدري أبو سليمان الحجبي، وقد ينس لجده ثقة من الثالثة قيل قتل يوم الجمل ولا يصح ذلك بل تأخر إلى خلافة الوليد اهـ أي أقسم بالله تعالى وثلتّ القسم للتأكيد ووضع إصبعي في إذنيه تأكيد ثان، واللام في قوله لسمعت تأكيد ثالث، وكل هذه التأكيدات ليثبت أنه سمع الحديث بإذنيه من الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة (2) المراد بالركن هنا الحجر الأسود كما في اللفظ الآخر، وأما المقام فمقام إبراهيم، وهو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه لبناء الكعبة لما ارتفع الجدار أتاه اسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدار وكلما كمل ناحية انتقل إلى الناحية الأخرى يطوف حول الكعبة وهو واقف عليه وهكذا حتى تم جدران الكعبة، وكانت آثار قدمية ظاهرة فيه، ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ولهذا قال أبو طالب في قصيدته المعروفة اللامية:
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة ... على قدميه حافيا غير ناعل
وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا كما قال عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثهم قال رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام واخمص قدميه غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم وروي البيهقي بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن المقام كان زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزما أبي بكر رضى الله عنه ملتصقا بالبيت ثم أخره عمر بن الخطاب رضي الله عنه (قال الحافظ) ابن كثير اسناده صحيح قال ومكانه معروف اليوم إلى جانب الباب مما يلي الحجر يمنة الداخل من الباب في البقعة المستقلة هناك (3) أي أذهبه (قال القارئ) أي بمساس المشركين لهما ولعل الحكمة في طمسهما ليكون الإيمان غيبيا لا عينيا (تخريجه) (مذ. حب. ك. هق) قال الحافظ أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان وفي اسناده رجاء أبو يحيي وهو ضعيف (قال الترمذي) حديث غريب ويروى عن عبد الله بن عمرو موقوفا، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه وقفة أشبه، والذي رفعه