كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

(5) باب استلام الأركان كلها
(245) عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه طاف مع معاوية رضي الله عنه بالبيت، فجعل معاوية يستلم الأركان كلها (1) فقال له ابن عباس لم تستلم هذين الركنين (2) ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما؟ فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا (3) فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (4) فقال معاوية صدقت
__________
الصلاة فليصل وإلا فليمض فإنما هلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا، وكره الإمام مالك رحمه الله تتبع الأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه من المدينة إلى مكة سنة حجة الوداع والصلاة فيها تبركا بأثره الشريف إلا في مسجد قباء لأنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيه راكبا وماشيا، مع أن الأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء في الصلاة فيها اقتداء به صلى الله عليه وسلم وتبركا بأثره، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعله، ولكن الإمام مالك رحمه الله بنى مذهبه على سد الذرائع فرأى أن التساهل في هذا وإن كان جائزا يجر إلى مفسدة بعد تقادم العهد كاعتقاد وجوب الصلاة في هذه الأماكن وربما جر إلى اعظم من ذلك، فالاحتياط سد هذا الباب وعدم التساهل فيه، فإن الراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه، انظر صحيفة 99 في آخر أحكام باب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم في الجزء الحادي عشر من هذا الكتاب ففيه كلام في هذا المعنى، ولنقتصر على ذلك لأن الكلام في هذا الباب يطول، ومن أراد أن يريح نفسه فعليه باتباع ما صح فيه الدليل، والله يهدينا جميعا إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(245) عن مجاهد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مروان بن شجاع حدثني خصيف عن مجاهد عن ابن عباس الحديث- (غريبة) (1) يعني الأربعة الأركان اليمانيين والشاميين (2) يريد الركنين الشامين (3) يعنى انها كلها أركان البيت فلا نستلم البعض ونترك البعض (4) يريد أننا لم نترك استلام الركنين هجرا للبيت ولكنا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقلنا مثله " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة" فرجع معاوية إلى قول ابن عباس حينما ظهر له الدليل وقال صدقت، وهكذا شأن المؤمن إذا ظهر له الحق وكان مخالفا لرأيه طرح رأيه واتبع الحق فضيلة (تخريجه) (ك. مذ) وقال حديث ابن عباس حديث حسن صحيح والعمل على هذا

الصفحة 41