كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

قال ليس من البيت شيء مهجور ولكنه حفظه من قتادة هكذا
__________
أول الباب، ثم قال وبهذا يتبين ضعف من حملة على التعدد وأن اجتهاد كل منهما (يعنى معاوية وابن عباس) تغير إلى ما أنكره على الآخر، قال وإنما قلت ذلك لأن مخرج الحديثين واحد وهو قتادة عن أبي الطفيل، وقد جزم أحمد بان شعبة قلبه فسقط التجويز العقلي اهـ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح اهـ، وقد علمت أنه مقلوب ولا يؤخذ على ظاهره، والصواب رواية مجاهد عن ابن عباس والله أعلم (زوائد الباب) (عن عباد بن عبد الله بن الزبير أنه رأى أباه يستلم الأركان كلها وقال أنه ليس شيء منه مهجورا، وأخرج الإمام الشافعي نحوه من طري محمد بن كعب القرظي وتقدم آنفا (وعن هشام بن عروة بن الزبير) أن أباه كان إذا طاف بالبيت يستلم الأركان كلها (لك) وأخرجه سعيد بن منصور عن الدراوردي عن هشام بلفظ إذا بدأ استلم الأركان كلها وإذا ختم (الأحكام) حديثا الباب مع الآثار المذكورة في الزوائد تدل بظاهرها على جواز استلام الأركان كلها، وروى ابن المنذر وغيره استلام جميع الأركان أيضا عن جابر وأنس والحسن والحسين من الصحابة وعن سويد بن غفلة من التابعين، وروى الشيخان والإمام أحمد وسيأتي في محله أن عبيد بن جريج قال لابن عمر رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من الصحابة يصنعها فذكرها منها " ورأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانين" وهذا يشعر بأن الذي رآهم عبيد كانوا لا يقتصرون في الاستلام على الركنين اليمانيين (وذهب الجمهور) إلى استحباب استلام الركنين اليمانيين فقط مستدلين بأحاديث الباب السابق، وهي ناطقة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلم إلا الركنين اليمانيين، والحكمة في ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من قول ابن عمر إنما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم استلام الركنين الشاميين، لأن البيت لم يتمم على قواعد ابراهيم (قال الحافظ) وعلى هذا المعنى حمل ابن التين تبعا لابن القصار استلام ابن الزبير لهما لأنه لما عمر الكعبة أتم البيت على قواعد إبراهيم اهـ. وتعقب ذلك بعض الشراح أن ابن الزبير طاف مع معاوية واستلم الكل ولم يقف على هذا الأثر، وإنما وقع ذلك لمعاوية مع ابن عباس، وأما ابن الزبير فقد أخرج الأزرقي في كتابه مكة فقال إن ابن الزبير لما فرغ من بناء البيت استلم الأركان الأربعة، فلم يزل البيت على بناء ابن الزبير إذا طاف الطائف استلم الأركان كلها وأن إبراهيم واسماعيل لما فرغا من بناء البيت طافا به سبعا يستلمان الأركان (قال الحافظ) وقال بعض أهل العلم اختصاص الركنين مبين بالسنة، ومستند التعميم القياس وأجاب الشافعي عن قول من قول من قال ليس شيء من البيت مهجورا بأنه لم ندع استلامها هجرا للبيت، وكيف يهجره وهو يطوف به، ولكنا

جواز الطواف على بعيره ونحوه لعذر

الصفحة 43