كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(6) باب جواز الطواف على بعيره وغيره
(واستلام الحجر بمحجن ونحوه لحاجة)
(247) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد اشتكى (1) فطاف بالبيت على بعير ومعه محجن (2) كلما مر عليه استلمه به، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين (وعنه من طريق ثان (3) بنحوه وفيه قال) وأتى السقاية (4) فقال اسقوني فقالوا إن هذا يخوضه الناس (5) ولكنا نأتيك
__________
نتبع السنة فعلا أو تركا ولو كان استلامهما هجرا لهما لكان ترك استلام ما بين الأركان هجرا لها ولا قائل به، ويؤخذ منه حفظ المراتب واعطاء كل ذي حق حقه وتنزيل كل أحد منزلته اهـ
(247) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين ابن محمد ثنا يزيد يعنى عطاء بن يزيد يعنى بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس - الحديث (غريبة) (1) أي مرض وهذا بيان لعله ركوبه صلى الله عليه وسلم وقيل إنما ركب صلى الله عليه وسلم لبيان الجواز (قال النووي) وجاء في سنن أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم كان في طوافه هذا مريضا، وإلى هذا المعنى أشار البخاري وترجم عليه باب المريض يطوف راكبا فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم طاف راكبا لهذا كله (2) المحجن بكسر الميم واسكان الحاء وفتح الجيم وهو عصا معقفة يتناول بها الراكب ما سقط له ويحرك بطرفها بعيره للمشي، وفيه دلالة على جواز الطواف راكبا واستحباب الحجر وأنه إذا عجز عن استلامه بيده استلمه بعود ونحوه (وقوله فصلى ركعتين) يعني ركعتي الطواف بعد فراغه منه (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعيره واستلم الحجر بمحجن كان معه قال وأتى السقاية الحديث (4) أي المكان الذي يستقي منه الناس. والظاهر أنه زمزم كما جاء في حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم (5) أي بأيديهم ولكثرة ازدحام الناس عليه وسقوط الماء منهم على جوانب البئر وتسربه إليها وسقوطه فيها مرة أخرى تصير غير صافية ويكون فيها تعكيره فاختاروا أن يسقوه من الماء الذي في البيوت حيث يكون صافيا باردا، فأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يشرب مما يشرب منه الناس، وهذا يدل على تواضعه وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وكراهة التقذر والتكره لما يؤكل ويشرب والرضا بما تيسر وعدم الكلفة