كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حدثان (قومك بالكفر، قال عبد الله بن عمر فوالله لئن كانت عائشة سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) ما أُرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ترك الركنين اللذين يليان الحجر (3) إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم عليه السلام إرادة أن يستوعب الناس الطواف بالبيت كله من وراء قواعد إبراهيم عليه السلام
(255) عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أحب أن أدخل البيت فأصلى فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدي فأدخلني في الحجر (4) فقال لي صلى
__________
على هذا القدر النفقة بهم عن تمامها (1) الحدثان بكسر الحاء المهملة وبالثاء المثلثة بمعنى الحدوث (وقوله قومك) يعنى قريشا ومعناه قرب عهدهم بالكفر، وجواب لو محذوف تقديره لفعلت، وقد صرح به في الصحيحين، ومعناه لرددتها على قواعد إبراهيم (2) قال القاضي عياض ليس هذا اللفظ من ابن عمر على سبيل التضعيف لروايتها والتشكيك في صدقها وحفظها، فقد كانت من الحفظ والضبط بحيث لا يستراب في حديثها ولا فيما تنقله، ولكن كثيرا ما يقع في كلام العرب صورة التشكيك والتقرير، والمراد به اليقين كقوله تعالى " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين" وقوله تعالى " قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن أهتديت" الأية (وقوله ما أرى) بضم الهمزة أي ما أظن (3) أي يقربان من الحجر بكسر المهملة وسكون الجيم وهو معروف على صفة نصف الدائرة وقدرها تسع وثلاثون ذراعا، قاله الحافظ (وقوله إلا أن البيت) يعني الكعبة (لم يتمم) أي ما نقص منه وهو الركن الذي كان في الأصل (على قواعد إبراهيم) عليه السلام فالموجود الآن في جهة الحجر بعض الجدار الذي بنته قريش، فلذلك لم يستلمها النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عبدالله الأبي وهذا الذي قاله ابن عمر من فقهه ومن تعليل العدم بالعدم، علل عدن الاستلام بعدم أنهما من البيت والله أعلم (تخريجه) (ق. نس. هق)
(254) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمة عن عائشة - الحديث (غريبة) (4) قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات حجر الكعبة زادها الله تعالى شرفا وهو بكسر الحاء وإسكان الجيم، هذا هو الصواب المعروف الذي

الصفحة 50