كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
الكعبة (1) فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين شرقيا (2) وبابا غربيا وزدت فيها من الحجر ستة أذرع (3) فإن قريشا اقتصرتها حين بنت الكعبة
__________
قالوا إن التقدير أول فريق كافر به أو فوج كافر، يعنون أن مثل هذه الألفاظ مفردة بحسب اللفظ وجمع بحسب المعنى، فيجوز ذلك رعاية لفظة تارة ومعناه اخرى كيف شئت، فانقل هذا إلى الحديث تجده ظاهرا لا خفاء بصوابه (1) زاد البخاري فأدخلت فيه ما أخرج منه (وقوله فألزقتها بالأرض) معناه السقوط ببابها إلى الأرض بحيث يكون على وجه الأرض غير مرتفع عنها (2) أي مثل الموجود الآن (وبابا غريبا) أي يقابله من الناحية الأخرى ليدخل الناس من باب ويخرجون من الآخر لعدم الزحام (3) أي قيمة ما اقتصره قريش منها، وجاء في بعض الروايات كما قال الحافظ وسأشير إلى هذه الروايات في الأحكام إن شاء الله تعالى (تخريجه) (ق. وغيرهما) (زوائد الباب) (عن ابن عباس) رضي الله عنهما قال ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وهو من البيت (عل) وإسناده حسن (وعن عائشة رضي الله عنها) ما أبالي صليت في الحجر أو في البيت (عل) ورجاله رجال الصحيح (وعن جابر) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه ثم مشي على يمينه فرمل ثلاثا ومشى أربعا (م. نس) وسيأتي شيء من أحاديث الباب في باب تجديد قريش بناء الكعبة قبل المبعث بخمس سنين من كتاب السيرة النبوية إن شاء الله تعالى
(الأحكام) أحاديث الباب تدل على أن الحجر (بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم) من البيت وهو ما أحيط بالبناء المقوس من جهة شمال الكعبة بين الركنين العراقي والشامي ويسمى الحطيم أيضا. وأن من طاف بالبيت لزمه إدخال الحجر فيه أي يطوف من وراء الحجر وأن ذلك شرط في صحة الطواف فمن لم يطف به كذلك لم يعتد بطوافه، وبه قال الأئمة (مالك والشافعي وأحمد وعطاء وأبو ثور وابن المنذر والجمهور) وهو قول ابن عباس وكان يحتج بقوله تعالى " وليطوفوا بالبيت العتيق" ثم يقول: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجر (وخالف الإمام أبو حنيفة وأصحابه) فقالوا هو سنة، فإن كان بمكة قضى ما فاته, وإن رجع إلى بلده فعليه دم، وبنحوه قال الحسن
(وا ختلف العلماء) في الحجر هل كله من البيت أو بعضه؟ وسبب اختلافهم ما ورد في هذا الباب من الروايات المطلقة التي تفيد أنه كله من البيت كقوله في حديث عائشة الثاني من أحاديث الباب " صلى في الحجر إذا أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت" ولها عند الشيخين" سألت النبي صلى الله عليه وسلم