كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(8) باب جواز الطواف بالبيت في أي وقت كان
(ومن قال بكراهته في بعض الأوقات)
(257) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال يا بنى عبد مناف (1) لا تمنعن أحدا طاف بهذا
__________
من مكة بلا إعادة أراق دما وأجزأه طوافه (واحتج الجمهور) بأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف من وراء الحجر وقال " لتأخذوا عني مناسككم" ثم أطبق المسلمون عليه من زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن وسواء كان كله من البيت أم بعضه، فالطواف يكون من ورائه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم اهـ (وفي حديث جابر) المذكور في الزوائد دلالة على مشروعية ابتداء الطواف من الحجر الأسود بعد استلامه باتفاق العلماءن وقد استدل به على مشروعية مشى الطائف بعد استلام الحجر على يمينه جاعلا البيت عن يساره، وقد ذهب إلى أن هذه الكيفية شرط لصحة الطواف الأئمة (مالك والشافعي وأحمد) ولو نكس الطواف، فجعل البيت عن يمينه لم يجزئه (وقال أبو حنيفة) يعيد ما كان بمكة فإن رجع جبره بدم، لأنه ترك هيئة فلم تُمنع الأجزاء كما لو ترك الرمل والاضطباع احتج الأولون بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل البيت في الطواف على يساره وقال" لتأخذوا عني مناسككم" ولأنها عبادة متعلقة بالبيت فكان الترتيب فيها واجبا كالصلاة (وفي أحاديث الباب) غير ما تقدم دلالة لقواعد من الأحكام (منها) إذا تعارضت المصالح أو تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بدئ بالأهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن نقض الكعبة وردّها إلى ما كانت عليه من قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم مصلحة، ولكن تعارض مفسدة أعظم منه وهي خوف فتنة بعض من أسلم قريبا وذلك لما كانوا يعتقدونه من فضل الكعبة فيرون تغييرها عظيما فتركه النبي صلى الله عليه وسلم (ومنها) فكر ولي الأمر في مصالح رعيته واجتنابه ما يخاف منه تولد ضرر عليهم في دين أو دنيا إلا الأمور الشرعية كأخذ الزكاة وإقامة الحدود ونحو ذلك (ومنها) تألف قلوب الرعية وحسن حياطتهم وأن لا ينفروا ولا يتعرض لما يخاف تنفيرهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعي كما سبق والله أعلم. أفاده النووي.
(256) عن جبير بن مطعم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى سفيان ثنا أبو الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم - الحديث (غريبة) (1) خصهم بالخطاب دون سائر قريش لعلمه ولاية الأمر والخلافة ستئول إليهم مع أنهم