كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(11) باب ما يقال من الذكر في الطواف وعند الاستلام
(وما كان يقوله أهل الجاهلية في الطواف واستحباب ترك الكلام)
(268) عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقرأ بين الركنين اليماني والحجر (1) ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (2)
(269) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتى البيت فيستلم الحجر ويقول بسم الله والله أكبر
__________
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال القِران؟ قالا يارسول الله نذرنا أن نمشى إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا نذرا فقطع قرانهما، وسيأتى ذلك في أبواب النذر إن شاء الله تعالى (وفي أحاديث الزوائد) دلالة على جواز الرجز للطائف والحداء والكلام بشرط أن يكون واجبا أو مستحبا أو مباحا على الأقل كما تقدم (وفيها أيضا) جواز الطواف في النعل والخف إذا كان ظاهرين، وإنما لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الشسع من الرجل الذي أراد أن يعطيه إياه بدل شسعه الذي انقطع وقال هذه أثرة، يعني عطية تشبه الصدقة ولا يسمح للنبي قبولها وهذه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته رضي الله عنهم والله أعلم.
(268) عن عبد الله بن السائب (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال أخبرنى يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب - الحديث" (غريبة) (1) لفظ أبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين الركنين إلخ (2) في الأصل بعد قوله
" وقنا عذاب النار" قال عبد الرزاق وابن بكر وروح في هذا الحديث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بنى جمح والركن الأسود " ربنا آتنا إلخ" والمعنى أنهم رووا هذا الحديث عن عبد الله بن السائب بهذا اللفظ، وركن بنى جمح هو اليماني، ونسب إليهم لأن بيوتهم كانت إلى جهته، وبنو جمح بطن من قريش، وبالمسجد باب يسمى بباب بنى جمح لذلك (تخريجه) (د. نس. هق. حب) وصححه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي
(269) (عن ابن عمر) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه في الفصل الأول في الغسل لدخول مكة صحيفة 2 رقم 209 من هذا الجزء وهو حديث صحيح