كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)
(2) باب البدء بالصفا في الطواف بالصفا والمروة
(وحكم المشي والرمل فيه)
(278) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله
__________
وحديثهما رواه عبد الله بن المؤمل، وقد تكلموا فيه، واحتج القائلون بأنه تطوع بقوله تعالى" إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"وفي الشواذ قراءة ابن مسعود" فلا جناح عليه أن يطوف بهما" ورفع الجناح في الطواف بهما يدل على أنه مباح لا واجب، واحتج أصحابنا بحديث صفية بنت شيبة من بنى عبد الدار أنهن سمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استقبل الناس في السعي وقال" يا أيها الناس اسعوا فإن السعي قد كتب عليكم" رواه الدارقنطي والبيهقي بإسناد حسن (والجواب) عن الآية ما أجابت عائشة رضي الله عنها لما سألها عروة بن الزبير عن هذا فقالت إنما نزلت الآية هكذا لأن الأنصار كانوا يتحرجون من الطواف بين الصفا والمروة أي يخافون الحرج فيه، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى الآية، رواه البخاري ومسلم اهـ (قلت) ٍ رواه الإمام أحمد أيضا وهو الأول من أحاديث الباب (قال الحافظ) العمدة في الوجوب قوله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى مناسككم (قال الشوكاني) وأظهر من هذا في الدلالة على الوجوب حديث مسلم " ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة" (قال النووي) ولو سعى قبل الطواف لم يصح سعيه عندنا. وبه قال جمهور العلماء ونقل المارودى الإجماع فيه (وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وأحمد) وحكى ابن المنذر عن عطاء وبعض أهل الحديث أنه يصح (وحكاه أصحابنا عن عطاء وداود) دليلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بعد الطواف وقال صلى الله عليه وسلم: " لتأخذوا عني مناسككم" وأما حديث ابن شريك الصحابي رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا فكان الناس يأتونه فمن قائل يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو أخرت شيئا أو قدمت شيئا فكان يقول " لا حرج إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم فذلك الذى هلك وخرج" فرواه أبو داود بإسناد صحيح كل رجاله رجال الصحيحين إلا أسامة بن شريك الصحابي، وهذا الحديث محمول على ما حمله الخطابي وغيره، وهو أن قوله سعيت قبل أن أطوف أي بعد طواف القدوم وقيل طواف الإفاضة والله أعلم اهـ ج (قلت) وقوله اقترض عرض رجل مسلم أي قطعة بالغيبة.
(278) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك ح وثنا اسحاق أنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن جابر