كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

(5) باب أمر المتمتع بالتحلل بعد السعي والحلق أو التقصير إلا من ساق هديا.
(288) عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فمنا من أهل بحج ومنا من أهل بعمرة فأهدى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
__________
ثم خرج إلى الصفا على الشق الذى على الصفا فلبى، فقلت إني نهيت عن التلبية، فقال ولكنى آمرك بها، كانت التلبية استجابة استجابها إبراهيم فلما هبط إلى الوادى سعى فقال اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم (هق) وقال البيهقي هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود (وعن أبى اسحاق) (قال سمعت ابن عمر يقول بين الصفا والمروة رب اغفر لي وارحم وأنت أو إنك الأعز الأكرم (هق) (الأحكام) في أحاديث الباب مع الزوائد دلالة على مشروعية الصعود على الصفا وكذلك المروة (وهو سنة عند جمهور العلماء) ليس بشرط ولا واجب، فلو تركه صح سعيه لكن فاتته الفضيلة (وقال أبو حفص بن الوكيل) من الشافعية لا يصح سعيه حتى يصعد على شيء من الصفا، وصحح النووي ما ذهب إليه الجمهور قال لكن يشترط أن لا يترك شيئا من المسافة بين الصفا والمروة، فليصق عقبه بدرج الصفا. وإذا وصل المروة ألصق أصابع رجلية بدرجه، وهكذا في المرات السبع يشترط في كل مرة أن يلصق عقبيه بما يبدأ منه وأصابعه بما ينتهى إليه، قال ويستحب أن يرقى على الصفا والمروة حتى يرى البيت إن أمكنه (ومنها) أنه يسن أن يقف على الصفا مستقبل الكعبة أهـ (قال ابن قدامة) في المغنى والمرأة لا يسن لها أن ترقى لئلا تزاحم الرجال وترك ذلك أستر لها، ولا ترمل في طواف ولا سعى، والحكم في وجوب استيعابها ما بينهما بالمشي كحكم الرجل اهـ (وفي أحاديث الباب أيضا مع الزوائد) مشروعية الإتيان بالذكر والدعاء المذكور فيها ويكرره كما ذكر، وهو مستحب عند كافة العلماء، وكل ما دعا به جائز والمأثور أفضل، وليس في الدعاء شيء مؤقت، وإنما هو بحسب ما يقدر عليه المرء ويحضره (وفي دعاء ابن عمر) رضي الله عنهما " وإنى أسالك كما هديتنى للإسلام أن لا تنزعه عنى حتى تتوفانى وأنا مسلم" إشارة إلى التأسى بإبراهيم عليه السلام في قوله " واجنبنى وبنى أن نعبد الإصنام" وبيوسف عليه السلام في قوله " وتوفنى مسلما وألحقنى بالصالحين" وبنبينا صلى الله عليه وسلم في قوله " وإذا أردت بالناس فتنة فأقبضنى إليك غير مفتون" قال إبراهيم النخغي لا يأمن الفتنة والاستدراج إلا مفتون، ولا نعمة أفضل من نعمة الإسلام، فبه تزكوا الأعمال اهـ. فسأل الله حسن الختام, والوفاة على ملة خير الأنام، سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام
(288) عن عائشة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا

الصفحة 88