كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 12)

استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدى معى حتى أشتريه ثم أحل كما أحلوا قال روح يترددون فيه (2) قال كأنهم هابوا أحسب
(296) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفرا، ويقولو إذا برأ الدبر وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر (3) فلما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأصحابه لصبيحة (وفى رواية لصبح) رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة (4) فتعاظم ذلك عندهم
__________
(قلت) والحكم هذا هو أحد رواة هذا الحديث (قال القاضى عياض) كذا وقع هذا اللفظ وهو صحيح وإن كان فيه اشكال، قال وزاد اشكاله تغيير فيه وهو قوله قال الحكم كأنهم يترددون، وكذا رواه ابن أبى شيبة عن الحكم، ومعناه أن الحكم شك في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع ضبطه لمعناه، فشك هل قال يترددون أو نحوه من الكلام، ولهذا قال بعده أحسب أي أظن أن هذا لفظه، ويؤيده قول مسلم بعده في حديث غندر ولم يذكر الشك من الحكم في قوله يتردودن والله أعلم اهـ (2) روح أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، يعنى أنه قال في روايته يترددون فيه فزاد لفظ فيه، ثم فسر هذا التردد بأنهم هابوا أن يحلوا من حجهم ويجعلوه عمرة أي حرصا على الاقتداء به لا أنهم خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأبوا عليه ثم قال أحسب يعنى أظن ذلك والله أعلم (تخريجه) مسلم وغيره
(296) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - الحديث " (غريبة) (3) لم يذكر في هذه الرواية الذين كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور ويقولون هذا القول، وقد جاء ذلك في رواية أخرى عند أبى داود وابن حبان والإمام أحمد وتقدم في باب جواز العمرة في جميع أشهر السنة صحيفة 54 رقم 48 من الجزء الحادى عشر عن ابن عباس قال ما أعمر رسول الله صلى عليه وسلم عائشة ليلة الحصبة إلا قطعا لأمر أهل الشرك فإنهم كانوا يقولون إذا أدبر الدبر إلخ. فعرف بهذا تعيين القائلين وهم أهل الشرك يعنى أهل الجاهلية وتقدم شرح هذه الألفاظ في الحديث المشار إليه فارجع إليه إن شئت (4) هو فسخ الحج

الصفحة 95