كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[زوائد الباب- وكلام العلماء في تفسير الأذى من قوله صلَّى الله عليه وسلَّم "وأميطوا عنه الأذى"]-
وكان ابن سيرين يقول إن لم يكن إماطة الأذى حلق الرأس (1) فلا أدري ما هو
__________
لها، وقد تمسك بمفهومه الحسن وقتادة، فقالا يعق عن الصبي ولا يعق عن الجارية، وخالفهم الجمهور، فقالوا يعق عن الجارية أيضًا، وحجتهم ما تقدم في أحاديث الباب (وقوله فأهريقوا عنه الدم) رواية البخاري (دمًا) بالتنكير وهو كناية عن ذبح العقيقة، يقال أهرقت الماء أهرقه إهراقًا، ويقال أيضًا هراق الماء يهريقه هراقةً أي صبه، وأصله أراق يريق إراقةً فالهاء في هراق بدل من همزة أراق، وقد أبهم ما يهراق في هذا الحديث. وبين في أحاديث عائشة وأسماء بنت يزيد وأم كرزٍ المتقدمة في الباب، وهو شاتان عن الغلام وشاة عن الجارية (وقوله أميطوا عنه الأذى) أي أزيلوا عنه الأذى، وقد اختلف في المراد بذلك فقيل هو الشعر أو الدم أو الختان (وقال الخطابي) قال محمد بن سيرين لما سمعنا هذا الحديث طلبنا من يعرف معنى إماطة الأذى فلم نجد، وقيل المراد بالأذى هو شعره الذي علق به دم الرحم فيماط عنه بالحلق، وقيل إنهم كانوا يلطخون رأس الصبي بدم العقيقة وهو أذى فنهى عن ذلك (1) وافق الأصمعي ابن سيرين على ذلك. فقد جزم الأصمعي بأنه حلق الرأس، وأخرجه أبو داود عن الحسن كذلك وهو وجيه، لأن حلق الرأس يذهب بالشعر وما علق به من دم الرحم كما تقدم، لكن قال الحافظ لا يتعين ذلك في حلق الرأس فقد وقع في حديث ابن عباس عند الطبراني "ويماط عند الأذى ويحلق رأسه" فعطفه عليه، فالأولى حمل الأذى على ما هو أعم من حلق الرأس، ويؤيد ذلك أن في بعض طرق حديث عمرو ابن شعيب ويماط عنه أقذاره، رواه أبو الشيخ اهـ (تخريجه) (خ. والأربعة) (زوائد الباب) (عن عبد الله بن بريدة عن أبيه) بريدة الأسلَّمي رضي الله عنه قال كنا في الجاهلية إذا ولد لنا غلام ذحبنا عنه شاة وحلقنا رأسه ولطخنا رأسه بدمها، فلما كان الإسلام كنا إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة وحلقنا رأسه ولطخنا رأسه بزعفران (د. ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (وعن عمرو بن شعيب) عن أبيه عن جده أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عق عن الحسن والحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثلين متكافئين (ك) وسكت عنه، وفي إسناده سوار أبو حمزة ضعفه الذهبي (وعن ابن عباس) رضي الله عنهما أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا، رواه أبو دواد، ورواه أيضًا النسائي وقال بكبشين كبشين، وصححه النووي وعبد الحق وابن دقيق العيد (وعن عائشة رضي الله عنها) قالت عق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى (حب. هق. ك) وقال

الصفحة 123